الحدث الفلسطيني
21 عاما مرّت على انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية من باحات المسجد الأقصى المبارك، ويأبى المقدسيون، ممن شهدوا أحداث 27 و28 سبتمبر/أيلول عام 2000، محو تفاصيلها من ذاكرتهم. بل حرصوا على أرشفتها، وسرد مشاهدها المؤلمة بين الحين والآخر.
ففي صبيحة الخميس 27 سبتمبر/أيلول من ذلك العام، اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون المسجد الأقصى بحماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء حينها إيهود باراك.
وتصادف اليوم الثلاثاء (الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول) الذكرى الـ 21 لاندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، بعد اقتحام أرئيل شارون، للمسجد الأقصى، قبل أن يتوافد الفلسطينيون إلى باحات المسجد للتصدي لعملية الاقتحام، قبل أن تندلع مواجهات داخل باحاته ما أدى لإصابة عدد من المصلين، قبل أن تندلع مواجهات أخرى في مناطق مختلفة، وتشتعل مجددًا في اليوم التالي الذي صادف “الجمعة” داخل باحات المسجد ومحيطه بعد أداء الصلاة ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الشبان.
ومع تصاعد واشتعال الأحداث في المسجد الأقصى ومحيطه وامتدادها لبعض مناطق القدس، اندلعت مواجهات عنيفة في أكثر من منطقة بالضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تصاعدت المواجهات وسط إضرابات شاملة عمت كافة المحافظات خاصةً مع استمرار ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين.
وخلفت الانتفاضة الثانية التي استمرت حتى الثامن من فبراير/ شباط 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي وقع في شرم الشيخ، نحو 4412 شهيدًا، و48322 جريحًا
وأدى استشهاد عدد من الأطفال على يد قوات الاحتلال، إلى تصاعد المواجهات، حتى أصبح أولئك الشهداء يوصفون أنهم “رموز الانتفاضة”، ومن بينهم الطفل محمد الدرة الذي استشهد في أحضان والده على مفترق نتساريم في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول 2000، وتم التقاط مقطع مصور للجريمة التي هزت العالم بأكمله حينها، إلى جانب الطفل فارس عودة الذي وقف أمام دبابة إسرائيلية كانت تتقدم باتجاهه قبل أن تطلق النار عليه على بعد عدة أمتار فقط رغم أنه أعزل لا يشكل أي خطرًا على جنود الاحتلال.
ومرت بعدة مراحل من المواجهات الشعبية إلى المسلحة، ثم العمليات التفجيرية في داخل مدن الخط الأخضر، قبل أن تنفذ إسرائيل عمليات توغل واسعة سميت بأسماء مختلفة من أشهرها في الضفة “السور الواقي”، إلى جانب استخدامها سياسة الاغتيالات بحق المقاومين باستخدام طائرات مروحية، لتتوسع المقاومة في عملياتها، قبل أن تطور من إمكانياتها خاصةً في قطاع غزة بتصنيع القذائف الصاروخية التي بدأت باستخدامها بضرب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع على مسافة تصل إلى 4 كيلو متر، قبل أن تعمل على تطويرها حتى باتت تضرب غالبية المدن الإسرائيلية في الأعوام القليلة الماضية بعد 20 عامًا على الانتفاضة.
وأدت الانتفاضة لمقتل 334 جنديًا إسرائيليًا، و735 مستوطنًا، بمجمل 1069 قتيلًا، وأكثر من 4500 جريح، إلى جانب أضرار مادية كبيرة طالت أهدافًا مختلفة.
واندلعت الانتفاضة بعد فشل التوصل لاتفاق خلال المفاوضات التي جرت في منتجع كامب ديفيد بدعوة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومشاركة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق حينها أيهود باراك، حيث رفض حينها الرئيس الراحل تقديم تنازلات من شأنها التوقيع على اتفاقية ترسم شكل الدولة الفلسطينية وفقًا لشروط إسرائيلية.