الحدث الثقافي- عبد الله أبو حسان
حصل عبد الرزاق غورنا على جائزة نوبل في الأدب يوم أمس الخميس، ليكون الأفريقي الخامس الذي يفوز بجائزة الأكاديمية السويدية منذ نحو عقد من الزمان.
بدأ الروائي التنزاني منذ عام 1987، بنشر أعماله الأدبية التي بلغت حوالى عشرة كتب، فيما تشكل روايته «الجنة» أحد أشهر مؤلفاته.
وفي بيان لجنة التحكيم أمس، أشارت اللجنة إلى السرد «المتعاطف الذي يخلو من أيّ مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات».
وُلد غورنا في زنجبار في تانزانيا وغادر إلى إنجلترا في عمر 18 عامًا، وكلا المكانين لهما دور كبير في عمله. تعتمد العديد من رواياته على موضوعات المنفى والتهجير والهويات المتصدعة. وهو بذلك يعيد الاعتبار لرواية «الاستعمار» وتأثيراته بعد أكثر من قرن على المُستعمَرين الذين تدفعهم ندوب الماضي إلى الذهاب نحو حضن المستعمِر في هجرة عكسية تتفسّخ فيها المكونات الهشّة للهوية واللغة والعرق والدين، وتتشظى وتتعرى في البرزخ الصعب بين عالمين وبشرتين ولسانين.
وفيما يلي مراجعة صحيفة النيويورك تايمز لكتب غورنا.
ذاكرة الرحيل (1988)
تدور أحداث الرواية الأولى لغورنا على ساحل شرق إفريقيا، وتتبع حكاية شاب يكافح في ظل نظام شمولي، قبل إرساله للعيش مع عم ثري في كينيا. وصف أحد النقاد الرواية بأنها "دراسة مقنعة لكفاح رجل واحد لإيجاد هدف لحياته، كما وتقدم صورة مؤلمة لمجتمع تقليدي ينهار تحت وطأة الفقر والتغير السريع."
الجنة (1994)
تجري أحداث الرواية في شرق إفريقيا قبل الحرب العالمية الأولى وتتبع حكاية يوسف البالغ من العمر 12 عامًا، والذي تم تسليمه إلى تاجر ثري كخادم بعقد. في جميع أنحاء الكتاب، يروي يوسف رحلاته عبر القارة جنبًا إلى جنب مع الحياة الطبيعية وحياة القبائل الأخرى والتهديدات التي يواجهونها. وصف النقاد الرواية بأنها "تأمل مؤثر في طبيعة الحرية وفقدان البراءة من قبل صبي واحد حساس يعطي ملامح قارة بأكملها."
الإعجاب بالصمت (1996)
تحكي الرواية قصة راوٍ لم يذكر اسمه يهرب من زنجبار في الستينيات إلى إنجلترا، حيث يقع في حب امرأة إنجليزية ويبدأ في تكوين أسرة. بينما يكافح العنصرية التي يواجهها هناك، فإنه يواجه أيضًا صراعاً مع كراهية الذات في محاولاته نحو الاندماج. كتبت النيويورك تايمز عن هذه الرواية أنها "مضحكة للغاية، وأن غورنا يصور فيها بمهارة معاناة رجل عالق بين ثقافتين، كل منهما ستنكره بسبب صلاته بالآخر."
الهجران (2005)
تتشابك قصتا حب مشؤمتان في هذه الرواية: في عام 1899، القصة الأولى حول مغامر بريطاني مناهض للإمبراطورية البريطاني يقع في حب ريحانة شقيقة صاحب المتجر الذي يعمل عنده، مما يتسبب في فضيحة. بعد عقود، يروي أكاديمي زنجباري مشاكل عائلته: كيف وقع شقيقه في حب حفيدة ريحانة.
قلب من الحصى (2017)
تقص الرواية حكاية سالم الذي نشأ في زنجبار، ولا يعرف أبدًا سبب تفكك عائلته أو لماذا، كما يقول في بداية الرواية ، "لم يكن والدي يريدني". لاحقاً وإثر تفوقه الأكاديمي ينال سالم فرصة للدراسة في بريطانيا، لكنه ينهار تحت وطأة توقعات عائلته. يقول أحد النقاد عن الرواية أن "الشخصيات الثانوية في هذه الرواية لديها تاريخ غني بالتخيل يعكس تفاعلاتهم الصغيرة".