الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة.. حياةٌ وقيامة.. بقلم: أحمد زكارنة

2014-07-11 09:21:53 PM
غزة.. حياةٌ وقيامة.. بقلم: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

إن تصاعد العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني الغاصب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، دون رد عربي سياسي يرقى لثمن الدم المسفوح، في ظل حالة الصمت الدولي، والتأييد الغربي لهذا العدوان، إنما يعد حالة جمود مدانة،لم تشهدها المنظومة العربية منذ عقود، برغم ارتفاع وتيرة الغضب الجماهيري من الأنظمة السابقة المنهارة بفعل ما سمي بـ "الربيع العربي".

 

فلا يعقل أن يرتفع صوت روسيا بوتين، والصين "شي جين بينغ"، ولا يرتفع صوت مصر السيسي، أو الأردن عبدالله، مهما كانت الأسباب أو الدواعي السياسية لدى هذا الطرف أو ذاك من هذه الأمة العربية شبه الغائبة، وكأن فلسطين سقطت من قائمة أولوياتها.

 

وعلى ذكر الأولويات، وبما أن المثل يقول: "ما حك جلدك مثل ظفرك"، جدير بنا أن نعيد النظر فيما نملك من أدوات قوة، وما نملكه في هذه اللحظات الفارقة من مسيرة قضيتنا لربما يكون أقوى وأنجع مما كنا نملكه قبل الآن، ألا وهو المقاومة التي حققت حيزاً كبيراً من توازن الرعب حتى اللحظة، جراء وصول صواريخنا المحلية إلى نقاط جغرافيةلم يتوقعها المحتل، ولم تردعها قبته "البلاستيكية" بفعل انخفاض الروح المعنوية لدى المحتل الغاصب. وارتفاع معنويات المقاومة، فضلاً عن بعض العمليات النوعية التي فاجأت المحتل في عمقه المسيج بأفضل ما أنتجت التكنولوجيا في العصر الحديث.

 

وإعادة النظر التي أشير إليها هنا، لا تعني أن يحمل كل فلسطيني صاروخاً موجهاً نحو الكيان الغاصب، وإنما أن يحمل كل منا أدواته ليدعم هذا الساعد المناضل وتلك الروح المقاومة، سواء على مستوى العمل السياسي أو الإعلامي أو الاجتماعي، فلكل فرد في هذا المجتمع، وعوضاً عن الجلوس خلف شاشة صماء، أو أمام شاشة نازفة بالدم، دور يمكنه أن ينشط فيه ويؤديه بأبسط السبل والوسائل، كأن يعمل الصحفي والإعلامي على توصيل رسالة شعبه، وأن يطير السياسي في كل صوب واتجاه لوضع كل أصدقائنا على سطح المعمورة في صورة الوضع القائم.

 

ونحن هنا لا نقلل من قيمة أي فعل جرى وما زال، ولكن نحفز على بذل المزيد من الفعل المطلوب قياساً بحجم توغل آلة الموت والدمار التي تصب حممها علينا ليل نهار.

 

وكي نكون أقرب إلى الفعل القابل للتطبيق، جدير بنا الإشادة بوحدة كل قوى وفصائل العمل الوطني من خلف المقاومة كما الموج في البحر، وبكل حراك سياسي فاعل، وإن كان ناقصاً، وبوصفة التناغم لربما غير المعلن، بين السياسي والميداني، خاصة مع غياب لغة "أن الصواريخ الفلسطينية، إنما هي صواريخ عبثية" ما يعني أننا بتنا أكثر نضجاً في مواجهة هذا المحتل الغاصب، برغم انتظار الشعب لمواقف سياسية أكثر شدة ووضوحاً ومقاومة من المستوى السياسي بكل أطيافه.

 

وهنا لا يمكن أن نغفل في هذا السياق، خطاب المستوى السياسي لفصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، وبخاصة خطاب السيد خالد مشعل، الذي جاء داعماً لصف الوحدة الوطنية بلغةلم تهادن المحتل، كمالم تبعه موقفاً متشدداً من السلطة التي خاطبها بلغة الأخ لأخيه، لا الفصيل أو الحزب المنافس، وهنا مربط الفرس الذي يجب الانتباه له جيداً.

 

إننا، يا سادة، نمر من عنق زجاجة، إن خرجنا منها بسلام، فإننا نكون قد خرجنا بالعديد من الأرصدة السياسية والوطنية لنعي أن غزة ما هي إلا حياةٌ وقيامة.