هل سنكون أمام هبة مقدسية جديدة؟

الحدث- سوار عبد ربه

شهدت منطقة باب العامود في القدس المحتلة، في الأيام القليلة الماضية، عودة ملحوظة للمناوشات بين الشبان المقدسيين، وقوات الاحتلال ومستوطنيه، إذ اعتقل العشرات، واعتدي بالضرب على البعض منهم، ناهيك عن عمليات التفتيش المستمرة، واستفزازات المستوطنين.

وارتفعت وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في الأيام الأخيرة بالتزامن مع أعمال الحفر التي تشهدها المقبرة اليوسفية وارتفاع وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، هذه المشاهد، تعيدنا إلى الهبة المقدسية الأخيرة، التي بدأت مطلع شهر رمضان الماضي، وتصاعدت وتيرتها لتشمل كافة مناطق فلسطين، ما يدفعنا للتساؤل حول إمكانية حدوث هبة جديدة في الأيام المقبلة.

وفي هذا الشأن أوضح الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لصحيفة الحدث، أن مدينة القدس تشهد منذ العام 2015 موجات متتالية من هبات مختلفة، في الشارع المقدسي، معتبرا أن ما يحدث الآن سيكون له امتداد، سيما وأن الهبة الأخيرة التي تحولت إلى انتفاضة شعبية، كانت بسبب باب العامود والمسجد الأقصى.

وبدأت أحداث الهبة الأخيرة بتضييق قوات الاحتلال على المقدسيين، ومنعهم من الجلوس في ساحة باب العامود، ثم ليزداد حجم الاعتداءات والقمع بحق المقدسيين من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين.

ورأى الجعبري أن عودة المواجهات في منطقة القدس جاءت نتيجة لإتاحة المجال لصلاة المستوطنين داخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى الحفريات في قبور المسلمين، للاستيلاء على مساحتها وإنشاء حدائق توراتية، إلى جانب منع السكان من التواجد في باب العامود، وإفساح المجال أمام المستوطنين للتواجد في ساحته واستفزاز الفلسطينيين في المنطقة.

ونتيجة للأسباب المذكورة يعتقد الجعبري أننا أمام هبة جديدة وقريبة في مدينة القدس، لأن الصراع فيها دائم ومتواصل على الوجود الفلسطيني، وهوية هذه المدينة، مؤكدا أن ما يحدث في العاصمة، مؤشر على بداية موجة جديدة من هبة مقدسية قادمة.