الحدث: محمد مصطفى
أعاد مئات الشبان من سكان شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، الاعتبار للمقاومة السلمية التي تراجعت مؤخراً في القطاع، لصالح المقاومة المسلحة.
فمنذ عدة أسابيع يواظب المزارعون والمواطنون من سكان قرى وبلدات شرق المحافظة، يساندهم عشرات الشبان والمتطوعين، على المشاركة في مسيرات سلمية، للمطالبة باستعادة أراضيهم المصادرة، والتي سيطرت عليها قوات الاحتلال، بذريعة إقامة ما يسمى بالمنطقة الأمنية العازلة، وللمطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحق المزارعين والسكان شرق خان يونس.
نضال سلمي
ووصف المواطن محمد جراد، أحد المواظبين على المشاركة في المسيرات، والفعاليات السلمية التي تنظم شرق المدينة، تلك المسيرات بالنضال المشروع، من أجل استعادة الأراضي المصادرة.
وأكد جراد أنه وبعد أن خذل اتفاقا التهدئة مع الاحتلال في عامي 2012، و2014، المزارعين، ولم يعد لهم أراضيهم، لم يجد هؤلاء طريقة سوى النضال بكل الوسائل من أجل إعادة الاعتبار لقضيتهم.
وأوضح جراد أن المسيرات السلمية، وما يصاحبها من فعاليات احتجاجية، تزعج الاحتلال أكثر من أشكال المقاومة الأخرى، بدليل أن الجنود الإسرائيليين يتصدون للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأسبوعياً تقع إصابات بالرصاص والاختناق في صفوف المتظاهرين.
وأكد نيته المشاركة في كل الفعاليات السلمية، التي تطالب باستعادة الأراضي المصادرة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين والمزارعين، وصولاً لحالة أمن واستقرار في مناطق شرق القطاع.
مقاومة تتسع
أما المصور الصحافي حاتم عمر، أحد الصحافيين الذين غطوا كافة الفعاليات والتظاهرات، فأكد أن التظاهرات التي تنظم شرق مدينة خان يونس، خرجت من بوتقة الموسمية، وأضحت شبه منتظمة.
وبين عمر أنه في السابق كانت تنظم تلك المسيرات في مناسبات معينة، مثل ذكرى يوم النكبة، أو يوم الأرض، لكنها أضحت منذ أكثر من شهر تنظم كل عصر يوم جمعة، وتحشد أعدادا متزايدة من المشاركين، لدرجة أن الشبان باتوا يصلون إلى شرق خان يونس من مناطق مجاورة مثل رفح.
وتوقع عمر أن تتوسع التظاهرات السلمية، وتنتشر إلى مناطق أخرى في قطاع غزة، خاصة وأن ما يعانيه مزارعو شرق خان يونس ينطبق على باقي مناطق شرق وشمال القطاع، حيث مصادرة الأراضي وإقامة ما يسمى بالمنطقة العازلة.
واستهجن عمر القمع المبالغ فيه للمتظاهرين من قبل قوات الاحتلال، التي تحشد آلياتها وجنودها قرب مناطق تجمع المتظاهرين، وتمطرهم بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، وتوقع في صفوفهم الإصابات في كل مرة.
مقاومة مشروعة
من جانبه أكد الحقوقي محمد أبو هاشم، من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن كل أشكال مقاومة المحتل تبقى مشروعة، طالما تحترم القانون الدولي والإنساني، ولا يمكن لأي جهة كانت تجريمها، فما بالنا إذا كانت مقاومة سلمية، تطالب بحق مسلوب.
وأوضح أن المقاومة السلمية إذا ما تم تسليط الضوء عليها بشكل جيد، وحظيت بتغطيات إعلامية واسعة، فإنها تحرج إسرائيل كثيراً أمام العالم، مقترحاً دعم هذا الشكل من المقاومة، وإخراجه من دائرة الموسمية والعشوائية، ليصبح أكثر تنظيماً، وأن تشارك فيه كافة القوى السياسية العاملة على الساحة الفلسطينية.
ودعا أبو هاشم لضرورة أن تعتمد هذه الفعاليات أساليب الضغط والمناصرة، وتسير وفق خطط مدروسة، ويتم تنويع أساليبها، مثنياً على تجربة خان يونس في تنظيم التظاهرات، متمنياً لها الاستمرار.
يذكر أن العديد من الشبان كانوا أصيبوا بالرصاص والاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات سلمية نظمت شرق مدينة خان يونس خلال الفترة الماضية، كان آخرهم أربعة مصابين سقطوا برصاص الاحتلال شرق المدينة عصر أمس.