الأربعاء  18 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هذه ليست مصر

2014-07-12 01:56:59 AM
هذه  ليست مصر
صورة ارشيفية
 
(رولا سرحان)
 
هذه ليست مصر التي في خاطري، هذه ليست مصر التي خاض جيشها وجنودها حروباً لأجل فلسطين، وهذه ليست مصر التي كانت على الدوام حاضنة للقضية الفلسطينية.
 
اليوم تقف مصر عاجزة ومتفرجة على العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف ما يزيد عن 120 شهيد ونحو1000 جريح.
 
لا نطلب منك مصرُ سوى القليل، أن تفتحي معبر رفح أمام الحالات الإنسانية من غزة.
 
غزة لا تُريد منك السلاح، ولا تريدُ منك الدماء، ولا قطع العلاقات مع إسرائيل، ولا وقف شراء الغاز منها أو بيعه لها، ولا إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، ولا وقف اللقاءات السرية لرئيس جهاز المخابرات مع مسؤولين إسرائيليين في إسرائيل.
 
غزة تريدُ فقط فتح معبر رفح بشكل متواصل دون مناشدات منها أو استجداء!
 
الوضع الصحي والإنساني في غزة على وشك الانهيار، والطواقم الطبية  تعمل بأقل من 30% من مستلزماتها واحتياجاتها الطبية، ولم يفتح المعبر إلا يوم الخميس أمام 11 حالة فقط تم تحويلها للعلاج في المستشفيات المصرية، في حين لم يتم تحويل أي حالة يوم الجمعة بسبب إغلاق المعبر، واليوم السبت يفتح المعبر ولا ندري في وجه كم حالة إنسانية، أما غداً لعل مصر تفتحه أو تُغلقه، هو أمر في علم الغيب وفي علم مصر.
 
هكذا تمسك مصر غزة من يدها التي تؤلمها، وتضغطُ على جرحها!
 
فتح المعبر هو التزام وطني وأخلاقي وعروبي، وحتى القانون الدولي يلزمك مصر بفتح المعبر أمام الحالات الإنسانية، لأن المادة (23) من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن تكفل الدول المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة حرية مرور جميع الأدوية والأغذية والمهمات والإرساليات الطبية إلى المدنيين من الطرف الآخر المتعاقد حتى لو كان الطرف الآخر خصماً، فكيف الحال إذا كان الطرف الآخر(غزة) شقيقا لمصر وجزءا لا يتجزأ من أمنها القومي.
 
ما الذي أصابك  مصر؟ فلتفتحي المعبر! وكوني مصرُ ثانيةً؛
 
مصرُ التي في خاطري وفي دمي!