الحدث- محمد مصطفى
خالف موسم الأسماك الربيعي الحالي كافة التوقعات، وجاء ضعيفاً وهزيلاً، لم يمد الأسواق الغزية بما كانت تنظره من الأسماك البحرية الطازجة.
ورغم انقضاء شهر آذار، وقرب انتهاء الأسبوع الأول من نيسان الحالي، إلا أن أسراب الأسماك المنتظرة لم تصل بنفس الكميات المعهودة في كل عام، ولازال الصيادون يجوبون البحر ليلاً ونهاراً بحثاً عنها.
الصياد عمر أبو سالم، أكد أن الموسم الحالي من أسوأ الموسم التي مرت على الصيادين منذ سنوات طويلة، فغرته كان من المفترض أن تجلب كميات كبيرة من أسماك الوطواط، وأنواع من القرش، لكن ذلك لم يحدث، غير أن الصيادين تأملوا خيراً، وانتظروا انتصاف شهر آذار، أملا في بدء هجرة اسماك السردين والسكمبلة.
وأكد أن الموعد المنتظر لم يحمل البشائر، ولم يجود البحر بخيراته كما المعهود، وهذا عرض الصيادين لمعاناة كبيرة وخسائر غير متوقعة.
وأوضح أبو سالم في حواره مع "الحدث"، أن معظم الصيادين يرفضون الاستسلام للأمر الواقع، وغالبيتهم لازالوا يأملون بتحسن الأوضاع، خاصة بعد ميل درجات الحرارة للارتفاع بصورة أكبر، والكثير منهم يدخلون البحر بمراكبهم بصورة يومية، أملاً في صيد وفير.
وأكد أبو سالم، أن الصيادين في الغالب يعودون بالقليل من الأسماك، التي ينتظرها التجار والمواطنين على الشاطئ، ليتلقفوها وينقلوها للأسواق المتعطشة لتلك السلعة، التي باتت بعد إغلاق الأنفاق مع مصر موسمية.
أما الصياد محمد عودة، أكد أن تأخر وصول الأسماك ومحدوديتها لم يكن العائق الوحيد أمام الصيادين، فلا زالت اعتداءات الاحتلال وممارساته القمعية، تشكل التحدي الأكبر أمامهم.
وقال لـ"الحدث"، لو أتيح للصيادين العمل بحرية، والوصول لمسافة أكثر داخل البحر، لكان بإمكانهم اصطياد كميات أكبر من الأسماك، فثمة أسراب من الأسماك غالباً ما تسير على مسافات تتعدى ستة أميال بحرية.
وأوضح عودة، أن جنود البحرية الإسرائيلية يتفننون في تضييق الخناق على الصيادين، وحرمانهم من ممارسة عملهم بحرية، حتى وإن كانوا يصطادون في المناطق المسموحة، فإطلاق النار اليومي والملاحقة بات من صميم عملهم اليومي.
وبدت الكميات المعروضة في الأسواق قليلة، مقارنة مع نفس الفترة من كل عام، وقد اضطر العديد من الباعة والتجار، للجوء للأسماك التي تربى في المزارع السمكية، أو تلك المجمدة، لتوفير حاجة المواطنين من تلك السلعة.
البائع خليل صالح، كان يتوقف في سوق رفح الأسبوعية، وأمامه كمية محدودة من الأسماك، أكد أن الصيادين، يدخلون البحر في ساعات المساء، ولا يعودون إلا عند الصباح، ومعظمهم يخرج بكميات محدودة من الأسماك، وتباع بأسعار عالية.
وأشار إلى أن ثمن الكيلو جرام الواحد من اسماك السردين أو السكمبلة، التي كانت تباع سابقا ب 12 شيكل ارتفع ليتجاوز 22 شيكل.
وأكد لـ"الحدث"، أن هذا خلق شح في سلعة هامة، من المفترض أن تغرق الأسواق في هذا الوقت من العام.
ونوه صالح، إلى أن بعض الصيادين والتجار لازالوا يتأملون الكثير، ويعولون على عدة أمور، أبرزها فرضية تأخر وصول الأسماك المهاجرة، نتيجة بعض التغيرات المناخية، لكن بصفة عامة شهر نيسان الحالي هو آخر فرصة لوصولها، وفي حال لم تصل فإن الموسم يكون انقضى بلا اسماك، وعلى الصيادين انتظار الاعتدال الخريفي في شهري تشرين أول وثاني المقبلين.