السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عن رحيل إتيل عدنان (صور)

2021-11-16 08:11:51 AM
عن رحيل إتيل عدنان (صور)
إتيل عدنان

الحدث الثقافي

سورية لبنانية وقلبها فلسطيني، إتيل عدنان، الروائية والشاعرة والرسامة والمؤلفة المسرحية تغادرنا عن 96 عاماً. نعاها المؤرخ اللبناني فواز طرابلسي في حسابه على فيسبوك قائلا: "غادرتنا اتيل عدنان صباح اليوم عن 96 عاماً: الفنانة، الشاعرة، الروائية وفوق ذلك الإمرأة العظيمة. سورية الأب، يونانية الأم، بيروتية المنشأ، لبنانية التبني، عربية الخيار، وإنسانية الانتماء والرؤية والفكر. أبكي صديقة نصف قرن مع رفيقة عمرها سيمون فتّال، وأتشارك العزاء مع محبّيها وصديقاتها وأصدقائها الكثر. ودّعناها انا ونوال عائدين الى بيروت بعد آخر لقاء في باريس السبت الماضي. لم نكن ندري انه الوداع الأخير". 

منذ العام 1959 وهي ترسم بالحيوية ذاتها ونزق الشباب الذي ميّز حياتها الموزعة بين بيروت وباريس وكاليفورنيا واليونان، وفي مدينة سوساليتو في شمال سان فرانسيسكو، حيث ستقوم إبتداء من العام 1986 برسم جبل تملباييس، الذي كتبت عنه مجموعتها الشعرية "رحلة إلى جبل تملباييس".

وفي الشعر كتبت إيتيل قصيدتها الأُولى بالفرنسية في بيروت. لكن في كاليفورنيا، ستبدأ رحلتها في الكتابة الشعرية باللغة الإنكليزية بقصيدة ضد الحرب الأميركية في فيتنام. كان الإنتقال من الكتابة بالفرنسية إلى الإنكليزية رحلة صعبة بالنسبة لإيتيل. وحين أتت إلى أميركا للدراسة في جامعة بيركلي العام 1955، كانت أشبه بالضائعة وسط هذه اللغة الجديدة. لكن هذا لم يمنعها أن تحتل مكانة بارزة في الشعر الأميركي باعتبار أنها شاعرة "عربية-أميركية". من مجموعاتها الشعرية "خمس حواسٍ لموت واحد" (1971) و"الهندي ليس له حصان" (1985)، و"قيامة العربي" (1989) التي كتبتها على وقع الإنتكاسات العربية المتتالية منذ إنتهاء الحرب العالمية الأولى.

ورغم عملها بصمت، كانت السياسة حاضرة بقوة في اعمالها، سواء ضد الامبريالية او في مناصرة الشعوب المظلومة، وساندت الثورة الفلسطينية شعراً ورسماً بقوة، وعبّرت عن تأييدها للثورة السورية...

زيارة فلسطين

تقول اتيل أنها كانت محظوظة بزيارتها فلسطين العام 1966، حيث أقامت في بيت السياسي الفلسطيني موسى العلمي، في مزرعته في مدينة أريحا، وذلك قبل أن يعصف الاحتلال بما تبقى من البلاد. عادت بعد النكسة إلى بيروت العام 1972 لتعمل محررة في جريدة "الصفا" الصادرة بالفرنسية.

ولعل اتيل أول شاعر(ة) عربي(ة) ذكّرته مأساة الهندي الأحمر بالانسان الفلسطيني المقتلع والمشرّد والمجمّع في معازل تسمّى مخيمات. زينت رسوماتها غلاف مجلة "مجلة شؤون فلسطينية" التي كانت تصدر في بيروت وكانت تهدف إلى معالجة القضية الفلسطينية وشؤونها المختلفة من عدة زوايا، من خلال الأبحاث والمقالات، والتقارير، ومراجعات الكتب. وتصدر عن مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لكن بيروت الاحتلال الاسرائيلي، بيروت المقاوَمة، وبيروت الاقتتال الاهلي، وَخَزتها أكثر من اي حدث آخر للابداع". وكتبت إتيل عدنان العام 1982، شعراً عن بيروت الاجتياح، تقول:


آهٍ لوحشةِ القلبِ الرّقيقة
يومَ ماتت بيروت
تحتَ وابلٍ من الأزهار الحمراء.
قبلَ ذلك، غادرتنا أمّ كلثوم
كانت تغنّي للملائكة والأحصنة
ثم لحق فلسطينيّون
صامتون
بالموكب
كما في جداريّات
أسلافهم.
الوحوش الضاريـة ليســـــت في حدائق الحيـوان.
«بِ» يعني «بيغن»
الذي انضمّ إلى ميثولوجيا الشرّ
بثلاثةِ مليارات من الدولارات
لقتلِ طفل
لقتلِ غابةٍ من الرجال.
آنَ الأوان
لمنعِ الكلماتِ المُستعارة
من أن تغادر
حضيضَ
حُزننا".