الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

البسطات العشوائية والمتنقلة سلاح المتعطلين في مواجهة البطالة بغزة

2015-04-06 10:47:49 AM
البسطات العشوائية والمتنقلة سلاح المتعطلين في مواجهة البطالة بغزة
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
 
مع بزوغ فجر كل يوم، يستيقظ عشرات الفتية والشبان مبكرين، ويجهزون بسطاتهم الثابتة والمتنقلة، ويغادروا منازلهم لالتقاط أرزاقهم ،فهذا يتجول بين الأحياء المكتظة، وآخر يضع بسطته الثابتة على مفرق طرق مزدحم، وثالث يتحرك بعربته بين الشوارع والأحياء.
 
عمل شاق
وفي حي تل السلطان الواقع غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، تخترق أصوات الباعة سكون الصباح، وتتغلغل لتصل إلى النائمين في فراشهم.
 
المعجنات "عوقا"، والفواكه والخضروات، أبرز السلع التي دأب الباعة المتجولين على حملها للأحياء، عل ريعها يقدم لهم بعض المال، الذي يلبي احتياجاتهم.
 
البائع أحمد جمعة، في بداية العشرينات من عمره، كان يدفع بعربة خشبية صغيرة، مليئة بالمعجنات، وينادي بأعلى صوته، محاولاً إسماعه للمواطنين وهم داخل منازلهم.
 
جمعة أكد أنه يستيقظ مبكراً، ويتوجه إلى أحد المخابر الواقعة في مدينة رفح، لشراء المعجنات المحشوة بكريم الشوكلاتة "عوقا"، ويبدأ بالتجول بين الأحياء، لبيعها.
 
وبين جمعة أن سلعته الخفيفة والرخيصة، توفر وجبة إفطار سريعة للطلاب والموظفين، وقد اعتاد البعض على تناولها في كل صباح، وبمجرد سماعه ينادي يتوجهون إلى بسطته.
 
وأوضح جمعة وهو خريج، ويحمل شهادة دبلوم متوسط في المحاسبة من إحدى كليات القطاع، إنه اجتهد وعافر من أجل الحصول على فرصة عمل كريمة، لكن دون جدوى، ونظراً لقناعته بأن العمل مهما كان نوعه هو شرف، قرر بيع المعجنات بواسطة عربة متنقلة صنعها بيديه، ليبدأ مشوار حياته، ويحقق حلمه في الزواج والاستقرار كغيره من الشبان.
 
وليس ببعيد عن جمعة، كان الشاب محمود ماضي، يملئ دراجة "توك توك"، التي يمتلكها بالفواكه المتنوعة، ويجوب شوارع غرب مدينة رفح، وينادي بواسطة مكبر للصوت، محاولاً الإعلان عن بضاعته.
ماضي يبدأ يومه نشيطاً، ولا يترك شارعاً ولا حياً في مدينة رفح إلا ويصله، وقد يبيع حمولة دراجتين في اليوم الواحد كما يقول.
 
وأكد ماضي أن أصعب ما يكون في غزة هو انتظار وظيفة حكومية، أو عمل منتظم، وقد يضيع الشاب خيرة سنوات عمره وهو يلهث وراء سراب اسمه وظيفة، وفق تعبيره، لذلك فهو فطن الأمر مبكراً، وعمل في الأنفاق وقت ذروتها، حتى استطاع ادخار ثمن دراجة، ورأس مال قليل ليبدأ عمله الشاق، باحثاً عن رزقه.
 
وأوضح ماضي أنه يبيع التفاح والموز في موسمهم، وكذلك الحمضيات والفراولة، والبازيلاء، وكثيراً يستخدم دراجته لنقل الحاجيات للمواطنين مقابل أجور مالية متفاوتة، والأهم بالنسبة له أن لا يبقى بلا عمل.
 
منبه دقيق
وتقول الصحافية دعاء برهوم، إن صوت بائع "العوقا"، الذي يمر من أمام منزل عائلتها في كل صباح أضحى بمثابة المنبه لها، فهي لا تعتد على ساعة المنبه ولا على صوت الهاتف الذكي، أكثر من اعتمادها على ذاك الرجل جهور الصوت في إيقاظها، لتتوجه إلى عملها.
 
وأكدت برهوم أن ظاهرة الباعة المتجولين في قطاع غزة، باتت تزعج البعض، نظراً لاستخدام بعضهم مكبرات صوت، وتجولهم في الأحياء في أوقات غير مناسبة، إما خلال فترات القيلولة، أو حتى في الصباح المبكر، لكنها دعت المواطنين لتفهم الظروف الحياتية الصعبة للشبان، وحاجتهم لفرص عمل تدر عليهم دخل.