الحدث - ترجمة خاصة
أوردت مجلة التايم الأمريكية تقريرا موسعا بتفاصيل جديدة، عن برنامج تدريبي تخوضه سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتدريب مراهقين لا يتجاوز عمرهم (17 عاما) للانخراط في صفوف الجيش في أوقات الحروب والأزمات.
وجاء في المقال:
يتعلمون كيفية تجميع بندقية (AK-47) وكيفية التعامل مع المناطق الحضرية إضافة إلى التعامل مع حالات القتال والاشتباك المتبادلة من بيت لبيت.
ففي هذه "البلاد" وحيث تعدّ الخدمة العسكرية إلزامية (ثلاث سنوات للرجال وسنتين للنساء)، تنضم مجموعات من المراهقين الإسرائيليين إلى برامج تدريبية متقدمة - للتأهيل العقلي والجسدي- من أجل "تأدية الواجب".
"بمجرد انضمامك للجيش، تنضج"، هذا ما قاله "عوديد بالتيلي" مصوّر الأسوشيتد برس في تل أبيب، "اليوم أنت مراهق، وغداً تحمل بندقية، وهكذا دواليك، وبعضهم يعدون أنفسهم لاستيعاب فكرة كونهم جنود".
وبالنسبة للإسرائيليين، أصبح الصراع بالنسبة لهم حقيقة ثابتة في حياتهم، فيمكن استدعاء الاحتياط للخدمة الفعلية خلال فترات الأزمات.
وتابع "بالتيلي": "المراهقون لا يعايشون الحالة هذه، يسمعون عنها بالأخبار فحسب، بالطبع يضطرون للنزول للملاجئ خلال الحرب، لكنهم وبشكل عام يسمعون عن الحرب من آبائهم وأصدقائهم في أحاديث جانبية على موائد الطعام، إذ لا يهتم المراهقون بهذه الأمور، يهتمون بالفتيات والحفلات وأجهزتهم الذكية".
بالنسبة لهم، تصبح الحرب واقعية عند انخراطهم في الجيش وينتهي بهم المطاف في الجبهات الأمامية.
أمضى "بالتيلي" 6 أيام متواصلة في متابعة 400 طالب شاركوا في برامج تدريب اللياقة البدنية للمعارك العسكرية، الذي نفذته "اكسيلين ترنينيج" -أي التدريب الممتاز-، وهي شركة مستقلة أسسها نير كوهين وهو مظلي إسرائيلي سابق.
يلتقي الطلبة في هذا البرنامج ثلاث مرات أسبوعياً ولمدة عام، يتعرضون فيه لتمارين شاقة مصممة خصيصة لتأهيلهم قبيل الخدمة العسكرية، متابعا بالتيلي: "فعلى سبيل المثال، المتدربون الذين ينون الانضمام للبحرية يتمّ تدريبهم في المياه عندما يكون الطقس باردا، فيتم إجبارهم على الخروج والدخول إلى الماء مراراً، وفي غضون ذلك يتم توجيه أسئلة تاريخية ومعلوماتية عن تاريخ إسرائيل لاختبار تركيزهم واستقرارهم العقلي، إنها تدريبات قوية ومشحونة يحاول المدربون فيها محاكاة التوتر والإجهاد الذي يتعرض الجندي له خلال الحرب.
كما يتدرب الطلبة أيضاً على كيفية تجميع بندقية (AK-47) والتعامل مع المناطق الحضرية إضافة إلى التعامل مع حالات القتال والاشتباك المتبادلة من بيت لبيت.
و"اكسلنت ترينيج" هي مجرد شركة واحدة من شركات كثر أسهها أعضاء سابقين في الجيش الإسرائيلي، تقدم هذه البرامج التدريبية على مدار العقد الماضي، "ويوجد الكثير كهذه الشركات في كل مدينة كبيرة" وفق "بالتيلي" الذي تابع العديد من هذه المجموعات في الأشهر المنصرمة.
ويقول "بالتيلي": "هؤلاء المراهقين الذين يلتحقون بهذه البرامج التدريبية أكثر استعداداً من غيرهم الذين ينخرطون في الجيش مباشرة، رأيت مراهقين يبلغون من العمر (16 و17 عاما) ناضجين مقارنة بعمرهم، مع أن أغلب أقرانهم يهابون الالتحاق بالجيش بل وأحياناً ينهارون عاطفياً أو عقلياً.
*مجلة التايم الأمريكية