الأربعاء  25 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من بيت إلى آخر...عائلات غزة تهرب من جحيم " غارات إسرائيل"

2014-07-13 10:59:40 AM
من بيت إلى آخر...عائلات غزة تهرب من جحيم
صورة ارشيفية
الحدث- غزة 
وهي تنشغل في إعداد الشاي، وتجهيز طعام السحور، لم تكن تدري الشابة الغزيّة "دعاء محمد" أن قصفا إسرائيليا لأرض زراعية لا تبعد عن بيتها سوى أمتار قليلة، سيحيلها إلى ما يُشبه "اللوح خشبيّ".
واحتاج زوجها لساعات لكي يُعيد إليها الهدوء، والقدرة على النطق، بعد أن اجتاحها رعب القصف، وشدة الغارة التي هزت المكان وحولته إلى كتلة من الدخان والغبار، والزجاج المتطاير.
وفور أن استعادت الزوجة والأم لثلاثة أطفال شيئا من أنفاسها الغائبة، بدأت تُتمتم بأنها لن تقبل البقاء في المنزل، ولا لدقيقة أخرى.
وفي صباح اليوم التالي، كانت الزوجة وأطفالها في مكانٍ أقل رعبا من منزلها، وأكثر أمنا لها ولصغارها.
وتقول محمد لوكالة الأناضول بصوتٍ مرتجف:" شعرت أنني أمام نيران الموت، لم أتخيل يوما أنني سأشاهد هذا الرعب أمام عيني، فقدت القدرة على النطق، وقررت عدم البقاء في المنزل ولو ليومٍ واحد آخر".
ومحمد، هي واحدة من آلاف الباحثين عن مكانٍ أكثر أمنا، بعيدا عن أصوات القصف، والتدمير، والموت اليومي.
ولم يجد "معتز الزهارنة"(45 عاما)، أمام صراخ أطفاله الخمسة حلا،  سوى أن يبحث عن مأوى آخر، يكون فيه صغاره بمنأى عن الموت ولو قليلا كما يقول لوكالة الأناضول.
ويُضيف:" كل غزة الآن باتت هدفا لنيران الغارات الإسرائيلية، ولكن ثمة أماكن لم تعد تصلح للبقاء، لقد تركت البيت، وذهبت إلى السكن في حي آخر".
ويهرب الغزيون الذين يقطنون قرب الأراضي الزراعية، التي تصنفها إسرائيل كبنك أهداف يومي لطائراتها، إذ تتهم الفصائل الفلسطينية باستخدامها لإطلاق صواريخ على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
كما يخشى كثيرون البقاء في بيوتهم، التي تجاور منازل قادة سياسيين وعسكريين في فصائل المقاومة، كما فعل "صالح رجب"، "43 عاما"، والذي قال لوكالة الأناضول، إنّه شعر بالخوف الشديد جراء الهجوم الإسرائيلي العنيف.
وتابع:" من باب أخذ الحيطة والحذر، ولأنّ زوجتي وأطفالي، يصرخون ليل نهار، وجدت نفسي خارج البيت أبحث عن مأوى آمن".
ولأنه يسكن بالقرب من المناطق الحدودية للقطاع، وتحسبا لأي هجوم إسرائيلي بري، قام "أسعد قويدر" (55 عاما) باصطحاب أمه وعائلته، إلى مكان لا تتواجد فيه القذائف.
وأضاف:" تركنا بيوتنا وأرضنا ليس خوفا من الموت، ولكن أطفالنا يموتون رعبا في اليوم ألف مرة".
وألقت طائرات إسرائيلية، صباح اليوم الأحد، منشورات ورقية على شمالي قطاع غزة تطالب فيها سكان مناطق محددة بإخلاء منازلهم.
وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات ورقية على بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة طالبت سكان مناطق محددة داخل البلدة بإخلائها لعزم الجيش الإسرائيلي على قصف تلك المناطق.
وكان "روبرت تيرنر"، مدير عمليات غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بغزة، قال في مؤتمر صحفي أمس إن "أونروا" جاهزة لتقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، وإيواء ما يصل إلى 50 ألف غزي مشرد في مدارس الوكالة في حال بدأت إسرائيل عمليتها البرية ضد القطاع.
ومنذ يوم الاثنين الماضي، تشن إسرائيل عملية عسكرية على قطاع غزة شملت غارات عنيفة وكثيفة على مناطق متفرقة من القطاع؛ ما أدى إلى تدمير 282 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 8910 وحدة أخرى بشكل جزئي، منها 260 وحدة "غير صالحة للسكن"، وفق إحصائية أولية لوزارة، الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.
وتسببت العملية العسكرية ذاتها في مقتل 165 فلسطينيا وجرح 1085آخرين، حتى 7:13 (تغ) من اليوم الأحد، حسب ما أفاد به لوكالة الأناضول الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة.
وتنتقل العائلات من بيت إلى آخر، إذ لا تزال الكثير من العائلات الغزية تتريث قبل التوجه لمدارس الأونروا، حيث لا تزال مجرزة مدرسة الفاخورة التي قصفت بصواريخ تحمل كميات من الفوسفور الأبيض عام 2009، ماثلة أمامهم، والتي راح ضحيتها 45 شخصا.
وسبق أن شنت إسرائيل حربين على غزة، الأولى بدأت في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 وأطلقت عليها عملية "الرصاص المصبوب"، أسفرت عن مقتل وجرح آلاف الفلسطينيين، وتدمير هائل للمنازل وللبنية التحتية.

وشنت إسرائيل حربا ثانيا في نوفمبر/تشرين ثاني 2012، استمرت لمدة 8 أيام أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الفلسطينيين.  

المصدر: الاناضول