الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لاريكا" أكذوبة صنعها مدمنون وصدقوها

2015-04-08 11:25:33 AM
لاريكا
صورة ارشيفية
 
الحدث-محمد مصطفى
 
أضحى مدمنوا عقار "ترامادول" المخدر أشبه بالتائهين، بعد أن فقد العقار بصورة شبه كلية من قطاع غزة، نتيجة إغلاق الأنفاق، وارتفعت أسعاره بصورة غير مسبوقة.
 
ورغم أن انقطاعه كان يشكل فرصة ذهبية لمعظمهم بالتخلي عنه، والعودة للحياة الطبيعية، غير أن البعض أصروا على الاستمرار في الوقوع في هذا الشرك، وراحوا يبحثون عن بدائل تمنحهم النشوة الزائفة.
 
لاريكا حل وهمي
ويبدو أن المثل القائل "كذب الكذبة وصدقها"، انطبق تماماً على مدمني ومتعاطي ترامادول، حين لجأوا لتعاطي عقار غير محظور، ويباع في الصيدليات بشكل عادي يسمى "لاريكا"، ظناً منهم أنه بديل عن المخدر المقطوع.
 
والغريب أن هذا العقار سرعان ما انتشر وذاع صيته، حتى أضحى شبه بديل ترامادول، يتهافت المدمنون على شرائه.
 
ويقول اختصاصي علاج الإدمان، الدكتور النفسي يوسف عوض الله، إن لاريكا هو عقار مخصص في الأساس لعلاج التشنج وتلف الأنسجة العصبية، ومن الممكن أن يصلح كمسكن عام، وتركيبته الدوائية بعيدة كل البعد عن المواد المخدرة، لكنه يحدث حالة من الارتخاء ويساعد في تخفيف الآلام العامة التي تنتج عن الإدمان، وهذا يريح المدمنين بعض الشيء.
 
وأكد عوض الله لـ"الحدث" أن الإفراط في تناول هذا العقار خطير جداً، ومن الممكن أن يؤدي إلى الإدمان، كما انه يتسبب في مشاكل صحية خطيرة، وتورم في القدمين، وفشل في وظائف أعضاء الجسم الأساسية مثل الكبد والكليتين.
 
وشدد عوض الله بضرورة أن تسرع الجهات المعنية في وزارة الصحة، بإصدار قرار وتعميمه على كل الصيدليات، بوقف صرف عقار "لاريكا"، بدون وصفة طبية معتمدة من قبل طبيب مختص، تجنباً لسوء الاستخدام، وللأضرار المتوقعة جراء التمادي في تناوله.
 
واستهجن عوض الله استمرار بحث المدمنين عن بدائل معظمها وهمية وكاذبة، مؤكداً أن أبواب العيادات الخاصة بعلاج الإدمان أقرب وتقصر عليهم المسافات، داعيهم لسرعة التوجه طلباً للعلاج الذي أضحى أسهل وأسرع من السابق.
 
وأبدى مدمنون تبايناً في وجهات نظرهم من العقار المذكور، ففي حين أكد بعضهم أنه يشبه في تأثيره ترامادول، رأى آخرون أنه يلبي حاجتهم بصورة مؤقتة، لحين توفر العقار المخدر بأسعار معقولة وفق وصفهم.
ويقول "أ"، إنه يشعر براحة مؤقتة حين يتعاطى لاريكا، لكنه لا يحدث نشوة كالتي يحدثها عقار ترامادول.
 
وأكد أنه يتناوله فقط في حال عجز عن العثور على "ترامادول"، وهو يحلم في اليوم الذي يتخلص فيه كلياً من هذا الوبال، لكنه يرى أن ذلك صعباً، وسيجر عليه متاعب جسدية كبيرة.