«أقول دائما إن سر صناعة التكنولوجيا العالية – الهايتك – الإسرائيلية يكمن في الأم اليهودية التي تقول لابنها: “بعد كل ما فعلته من أجلك، هل من المبالغ فيه أن أطلب منك أن تعود للبيت بجائزة نوبل؟” – الكلام ليوسي فاردي، الذي يعد من أبرز شخصيات صناعة الهايتك الإسرائيلية.
يبلغ من العمر 71 عاما، وكان قد بدأ سيرته في مجال المبادرة التجارية في الستينات من القرن الماضي بعد تخرجه من معهد الهندسة التطبيقية الإسرائيلي – التخنيون – حيث نال درجة بكالوريوس في الإدارة الصناعية.
وقد أسس فاردي شركة “تيكم” للتقنية المتقدمة بمشاركة بعض الأصدقاء في أواخر الستينات، ثم تم تعيينه مديرا عاما لوزارة الطاقة الإسرائيلية الحديثة العهد آنذاك، ثم مديرا عاما لوزارة التنمية.
ولكن سيرته “كمستثمر ملاك” يدعم الشركات الناشئة في مراحل إنشائها الأولى، والتي بدأت سنة 1996، كانت هي التي أكسبته الشهرة بين الشباب الإسرائيلي، ولا سيما لدوره في أي سي كيو، الذي يعتبر أول تطبيق للرسائل الفورية على الإنترنت، علما بأن هذا التطبيق قد اخترعته شركة “ميرابيليس” التي كان ابنه بين مؤسسيها.
يوضح يوسي فاردي أن بيع شركة “ميرابيليس” لشركة AOL الأمريكية ب 400 مليون دولار قد ألهم جيلا كاملا من المبادرين التجاريين الإسرائيليين، فأصبحوا يرسمون ملامح مشهد الشركات الناشئة (ستارت أب) الإسرائيلي، وهو ما عرف بـ “مفعول ميرابيليس”.
ويشير إلى النموذج الذي أسسته تلك الشركة والقائم على شركة أمريكية كبرى تقوم بشراء شركة ناشئة في مراحلها الأولى، ثم تتركها تواصل نشاطها حيث هي في إسرائيل، لتصل إلى مرحلة تطوير المنتج، ثم تتبنى النواة التقنية لتبني المنتج من حولها. ويضيف قائلا أصبح يعمل حاليا ما يقارب الـ 300 مركز للبحث والتطوير تابعة لشركات أمريكية وأوروبية.
ويبين فاردي أن كل عملية بيع شركة ناشئة لشركة أجنبية كبرى تولد عمليات مماثلة، لينشأ محيط كامل من هذه الشركات.
يقول: “بعد أن تحققت لي الموارد التي أتاحها لي بيع أي سي كيو، قمت بالاستثمار في نحو 80 مشروعا متعلقا بالإنترنت”، مبينا أن الذين حققوا أرباحا بملايين الدولارات من بيع شركاتهم لا يصنعون السجاجيد من الأوراق المالية، بل يستثمرونها في مشاريع أخرى.
ويملك فاردي مشروعا لا يتوخى الربح، يشجع من خلاله المبادرين التجاريين المبتدئين عبر تمكينهم من العمل على تطوير ابتكاراتهم في مبنى بمدينة حولون الإسرائيلية يستطيعون العمل فيه مجانا، ويدعى المشروع GarageGeeks ، وقد استقطب اهتماما لدى مختلف الجهات العالمية ذات الصلة.
ويبدي فاردي تفاؤلا حذرا فيما يتعلق باحتمال تحقيق تعاون إقليمي في مجال الطاقة وغيرها من التقنيات التي له استثمارات كبيرة فيها، ويقول: “لقد شاركت في أربع عمليات تفاوضية، مع مصر والأردن والسوريين والفلسطينيين، وقد توصلنا حتى الآن إلى معاهدتين سلميتين، ومهما قيل فيهما، إلا أنهما لم تضعا حدا للقتال فحسب، بل بدأت علاقات شخصية تنمو بيننا وبين كل من البلدين، وإنني واثق بأنه حين يتم التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين، سيحدث ذلك بيننا وبينهم أيضا.”
ملخص لمقال نشر على موقع Israel21c.org بقلم روثي بلوم في 21/10/2013