حدث الساعة
طالبت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين بإجراء مراجعة شاملة لكافة بروتوكولات التحويل للعلاج في الخارج ما بين وزارة الصحة ومقدمي الخدمات، بحيث تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الصحية للمرضى كأولوية قصوى.
وأكدت "الحركة العالمية" في بيان لها، أن تشكيل لجنة تحقيق في وفاة الطفل سليم النواتي (16 عاما) من قطاع غزة يجب ألا يقتصر على تحميل أفراد المسؤولية فقط، بل يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة لنظام التحويل للعلاج في الخارج بشكل يضمن تمتع المرضى بحقوقهم الصحية.
وبينت أن الإجراءات البيروقراطية المتبعة ساهمت في حرمان الطفل النواتي من حقه في الحياة، الذي هو حق لكل إنسان، وأنه لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعسفا.
وذكرت أن الطفل النواتي الذي اكتشف الأطباء في قطاع غزة أنه مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا" وأوصوا بتحويله للعلاج فورا إلى مستشفيات الضفة الغربية، حيث يفتقر القطاع لعلاج هذا النوع من الأمراض، وصل مستشفى النجاح في نابلس برفقة عمه جمال النواتي بتاريخ 27/12/2021 بعد ثلاث محاولات كان يرد فيها الجانب الإسرائيلي بالرفض "الطلب قيد الفحص".
وقال جمال النواتي، في إفادته للحركة العالمية، إنه "بتاريخ 26/12/2021 وردنا اتصال من الارتباط الفلسطيني بضرورة الحضور لمعبر بيت حانون "ايرز" لاستلام تصريح المرور للوصول لمستشفى النجاح، حيث أنني كنت أنا المرافق لسليم في رحلة علاجه، وعندما وصلنا أبلغنا الارتباط الفلسطيني أن اسم سليم ورد ضمن كشف يحتوي 8 أسماء مرضى سرطان من قطاع غزة أرسله مستشفى النجاح يفيد برفضه استقبالهم بسبب تراكم الديون والمستحقات المالية على الحكومة الفلسطينية، علما أن سليم كان قد حصل على موعد المستشفى والتغطية المالية قبل إصدار القرار من مستشفى النجاح".
وأضاف: "قررت استلام التصاريح والمغامرة بالسفر والوصول للمستشفى لاستكمال علاج سليم، وفعلا وصلت إلى رام الله ثم توجهت لمستشفى النجاح بنابلس صباح يوم 27/12/2021 لكي يحصل سليم على علاجه وكان معي ملفه الطبي الكامل والتغطية المالية، مع العلم أن مماطلة سلطات الاحتلال في سفر سليم تسببت بتفشي المرض بأجزاء أخرى من جسده، وتوجهت لمكتب مدير تحويلات مرضى غزة في مستشفى النجاح من أجل استقبال الحالة، لكن مسؤول قسم التحويلات هناك رفض استقبال سليم بحجة تراكم الديون على وزارة الصحة، وأثناء ذلك حضر إلى مكتب المسؤول طبيب مختص وقرأ تقرير سليم الطبي وقام بمعاينته وأوصى بضرورة إدخاله للمستشفى، لكن المسؤول أصر على رفض استقبال الحالة".
وتابع: "عدت لرام الله وتواصلت مع دائرة العلاج بالخارج وقام المسؤولون هناك بالتواصل مع مستشفى النجاح من أجل استقبال حالة سليم الطارئة، غير أن إدارة المستشفى أصرت على رفض استقبال الحالة أو أي مريض جديد محول من قطاع غزة، وأنها تستقبل فقط المراجعين وليس الحالات الجديدة، وفي الوقت نفسه خاطبت دائرة العلاج بالخارج مستشفى المقاصد بالقدس لاستقبال سليم كحالة طارئة، وجاء الرد أيضا برفض استقبال الحالة بسبب تراكم الديون المستحقة على الحكومة الفلسطينية، وكذلك جاء الرد من مستشفى المطلع بالقدس والمستشفى الاستشاري برام الله، جميعهم رفضوا للسبب نفسه".
وقال النواتي: "بتاريخ 29/12/2021 تقدمت بشكوى لوزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة للضغط على المستشفيات الفلسطينية بالضفة والقدس لقبول علاج سليم، الذي كان وضعه الصحي يتدهور وحالته النفسية تسوء نتيجة الرفض المتكرر من المستشفيات لعلاجه، وكان الرد من الوزيرة أن أوصت بتحويله للعلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، وانتظرت رد المستشفى الإسرائيلي وطلبت نقل سليم لمتابعة العلاج في إحدى المستشفيات برام الله لحين وصول الرد، وقد تم توجيهنا من دائرة العلاج بالخارج إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله إلى حين وصول موافقة المستشفى الإسرائيلي، وفعلا ذهبنا للمجمع وهناك جاء رد مدير المجمع برفض استقبال سليم دون إبداء أي سبب".
وقال: "عدت لدائرة العلاج بالخارج وأبلغتهم برفض مجمع فلسطين الطبي استقبال سليم، فقالوا إن هذا الرفض غير مبرر وطلبوا مني العودة للحصول على سبب لرفض استقبال الحالة، غير أن إدارة المجمع رفضت منحي كتابا يوضح سبب الرفض وقالوا هم يعلمون السبب".
وأشار عم الطفل إلى أنه تلقى صباح يوم الأحد 9/1/2022 ردا من مستشفى "إيخلوف" لعلاج سليم بناء على كتاب وزيرة الصحة، وعليه تواصل مع الهيئة العامة للشؤون المدنية في غزة وأرسل لهم التقرير الطبي والتغطية المالية وموافقة المستشفى الإسرائيلي في اليوم نفسه، بغرض عمل تنسيق، وقد ردت السلطات الإسرائيلية على هذا الطلب العاجل بأنه "تحت الفحص"، مبينا أن مستشفى ايخلوف تواصل مع الجانب الإسرائيلي لتسريع إصدار التصريح، إلا أن الرد كان أنه يجب أن يعودا (سليم وعمه) لقطاع غزة وتقديم طلب جديد من هناك.
وأضاف: "عدت أنا وسليم لدائرة التحويلات للعلاج بالخارج في رام الله، وهناك قام أحد الأطباء بمعاينة سليم فأوصى بنقله فورا بواسطة مركبة إسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي مع الإشارة إلى أن حالته عاجلة جداً ولا تستدعي الرفض، وفعلا ذهبنا إلى هناك، وأثناء معاينته من قبل الأطباء توفي في حوالي الساعة 12:15 ظهر يوم الأحد 9/1/2022".