الحدث- محمد مصطفى
تنفس عشرات الصيادين الفلسطينيين الصعداء، واستعادوا الأمل بموسم أسماك ربيعي جيد، بعد أن شاهدوا باكورة اسماك الوطواط العملاقة، تسبح قبالة شواطئ قطاع غزة، بعد أن تأخر قدومها لنحو شهر.
فقد تدفقت مراكب الصيادين متعددة الأشكال والأحجام، وعلى متنها شبكاك ومعدات صيد إلى المياه، يبحث روادها عن أسراب الأسماك، التي يتراوح وزن الواحة منها ما بين "50-150 كيلو غرام"، وكلهم أمل بالعودة بأكبر عدد ممكن منها.
ويقول الصياد أحمد النجار: " ظنناها لن تأتي هذا العام، لكن الله أكرمنا بيومين حارين، تجاوزت درجات الحرارة فيهما حاجز الثلاثين مئوية، وهذا دفع الأسراب التي كانت تسير على مسافات بعيدة داخل البحر، للاقتراب من الشاطئ، حتى أضحى بعضها يسير ضمن مسافة الستة أميال بحرية، التي يسمح الاحتلال للصيادين بالتحرك فيها.
وأوضح النجار أن قصر موسم الوطواط والذي لا يتجاوز الأسبوعين في الغالب، يجعل الصيادين يسخرون كل إمكانياتهم، ويبذلون كل جهد ممكن من أجل صيدها، موضحاً أن نجاح الصياد في الإمساك بعدد منها يعتبر انجاز ويوفر له دخل جيد.
وتوقع أن تسهم التقلبات الجوية المرتقب حدوثها بداية الأسبوع المقبل، في سرعة هجرة هذه الأسماك الموسمية، وزيادة أعدادها، وأن ينجح الصيادون في صيد أعداد أكبر منها.
وكان نقيب الصيادين في غزة نزار عياش، قال إن أسماك الوطواط تأتي للمرة الثانية خلال عامين إلى شواطئ غزة، في موسم يستمر لمدة15يوماً، لعدم مقدرتها على السباحة في المسافة المسموحة بها الصيد من قبل الاحتلال.
منافس قوي للدواجن
وبدأت الأسماك المذكورة تباع بشكل مقطع في الأسواق، حيث خصص الباعة والتجار لها طاولات خشبية كبيرة، ودأبوا على تقطيع لحومها الحمراء الشهية، بغية بيعها مقطعة للزبائن.
وبدا واضحاً تهافت الزبائن على شرائها، رغم أن أسعارها لا تزال مرتفعة بعض الشيء، مقارنة بالعام الماضي.
ويقول المواطن كامل أبو ماضي، وقد اشترى كمية من تلك الأسماك، إنه كان ينتظر قدومها منذ مدة، فمذاقها يحمل ميزة فريدة، فهو خليط بين نكهتي الأسماك مع لحوم العجل الحمراء، وهذا ما يجعها مقبولة ومطلوبة وغالبية المواطنين يحرصون على شرائها، وتناولها ولو مرة واحدة في العام.
وتشكل أسماك الوطواط منافس قوي للدواجن الحية، التي وصلت أسعارها مؤخراً إلى مستويات قياسية في الارتفاع، وتهددها بالانخفاض مجدداً.
ويقول بائع الدواجن محمد العبسي، إن الأسماك بشكل عام تعتبر بديل موسمي للدواجن، ويفضلها سكان القطاع على موائدهم، خاصة في فصلي الربيع والخريف.
ونوه العبسي إلى أن اسماك الوطواط ذات اللحم الغزير والخالي من الأشواك، من الممكن أن يتم طهيها أو شويها بطرق مختلفة، لذلك فهي من أفضل البدائل الرخيصة للدواجن، فثمن كيلو اللحم الصافي من أسماك الوطواط يساوي ثمن الكيلو جرام الحي من الدواجن.
وأشار العبسي إلى أن أسواق الدواجن كانت بحاجة إلى وجود منافس قوي، حتى تستعد أسعارها الطبيعية، بعد أن تجاوزت ولازالت حاجز الـ 14 شيكل للكيلو غرام الواحد.