الحدث- عمان
تحول الموقف الأردني الرسمي من مطار بدأت السلطات الإسرائيلية إنشاءه جنوبي فلسطين المحتلة، من الرفض لوجوده إلى القبول به مع اشتراط التنسيق بين الجانبين، حسبما تؤكد مصادر مطلعة على النقاشات.
ومنذ أعلنت الحكومة الإسرائيلية نيتها إنشاء مطار في تمناع قرب إيلات، قال مسؤولون أردنيون إن عمّان لن تقبل بهذا المشروع لأنه يشكل خطراً على الملاحة الجوية الأردنية بالنظر إلى قرب المشروع من مطار الملك حسين في العقبة جنوبي الأردن وخطوط الطيران فيه.
وكان آخر هذه التصريحات صادراً عن رئيس الوزراء عبدالله النسور ووزير الخارجية ناصر جودة اللذين قالا في جلسة لمجلس النواب إن هناك مخاطر حقيقية من وجود المطار، الذي "باشرت إسرائيل بناءه بالفعل".
والمخاوف التي أقرت بها الحكومة بعدما أثارتها النائب رولا الحروب تتعلق بالتداخل في خطوط الملاحة الجوية كونه "يخترق السيادة البرية والجوية للأردن".
ولوح النسور في حينه باللجوء إلى المؤسسات الدولية المعنية بالطيران. وقال جودة إن الحكومة تتابع الأمر.
لكن مصادر مطلعة أبلغت الصحافة مؤخراً بأن الحكومة الأردنية اطلعت على المخططات والرسومات التوضيحية للمشروع، وتبيّن أن التداخل بين مطار الملك حسين والمطار الإسرائيلي المرتقب "لا تتعدى" نقطة صغيرة في بداية عملية الهبوط للطائرات أو نهاية إقلاعها.
وقال مصدر من المشاركين في دراسة الأمر "إذا هبطت طائرتان في الوقت نفسه بالضبط واحدة في مطار الملك حسين والأخرى في تمناع، فقد يكون هناك خطر من الاصطدام".
وأَضاف "نرى أن قليلاً من التنسيق بين برجي المراقبة في المطارين سيحل المشكلة".
وبرر المصدر هذا التحول بالموقف بالقول "ماذا بوسع الأردن أن يفعل؟ إذا توجهنا بالفعل إلى المنظمات الدولية المعنية بالطيران، فإن أقصى عقوبة ستوقعها على إسرائيل هي منعها من التصويت لعدد معين من الجلسات".
"سترخص السلطات الدولية المطار الإسرائيلي على أي حال".
وبينما نقلت المصادر مخاوف رسمية من عدم التزام إسرائيل بالتنسيق مع الأردن في هذا المجال، قالت إن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة هاني الملقي قدم اقتراحاً لإرغام الإسرائيليين على التنسيق.
وأشارت المصادر إلى أن الملقي أشار إلى كون غالبية السياح الأجانب لا يزورون إسرائيل إلا ضمن جولة في المنطقة تشمل الأردن وتحديداً العقبة والبترا ووادي رم.
وبناء على ذلك، اقترح الملقي أن يفرض على أي سائح يرغب بزيارة العقبة أو البترا قادماً من إسرائيل الحصول على تأشيرة دخول، إذا أصر الإسرائيليون على رفض التنسيق مع الأردن في هبوط وإقلاع الطائرات، مما يجعل العديد من السياح يعزفون عن زيارة إسرائيل بحسب رأي الملقي.
وتدير العقبة والبترا سلطتان يمكن لأي منهما فرض إجراءات إدارية خاصة بمنطقتها، كما يمكن أن تفرض هذه الإجراءات بقرار الحكومة المركزية.
وبالرغم من أن الاقتراح لاقى قبولاً، إلا أنه "يحتاج المزيد من الدراسة" بحسب المصادر.
وكانت إسرائيل أعلنت عام 2013 نيتها إقامة مطار "إيلان رامون" في منطقة تمناع (19 كيلومتراً شمالي إيلات المحتلة)، قبل أن تعلن وزارة الخارجية رفضها هذا المخطط.
وقالت الخارجية في حينه إن تشييد المطار في هذا المكان "سيؤدي لانتهاك السيادة الأردنية في الأجواء" ، فضلاً عن أنه "سيمثل خرقاً للقانون الدولي، وخاصة المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944، وانتقاصاً من معايير منظمة الطيران المدنيICAO."
وتتحدث المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو عن اعتراف الدول الموقعة عليها بسيادة كل منها المطلقة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها.
وسيكون المطار المرتقب إنشاؤه على مقربة من مطار الملك حسين الدولي في العقبة مما يشكل خطراً على السلامة الجوية.
وفي كانون أول الماضي، قال مسؤولون إسرائيليون إن المطار سيفتتح عام 2016.