الحدث- القدس
كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عما وصفته بالتدخل الإسرائيلي في الحرب الأهلية باليمن، وقالت إن وثائقا تابعة لأرشيف الجيش الإسرائيلي كشفت بشكل جلي عن تورط تل أبيب عسكريا في حرب اليمن، الأمر الذي أدى بطريقة غير مباشرة إلى اندلاع حرب يونيو 1967.
وأوضحت الصحيفة، بحسب الوثائق، أنه بعد التدخل المصري في اليمن ووصول القوات المصرية هناك إلى حوالي 60 ألف مقاتل، فضلا عن المد الناصري في الدول العربية، ومخاوف إسرائيل من قدرة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، على توحيد العرب تحت قيادته، قررت أن تعمل على الإضرار بالمصالح المصرية في أي مكان وبكل الأشكال.
وتابعت: "قررت بريطانيا في تلك الفترة محاربة الوجود المصري في اليمن، وتعاملت مع شركة للمحاربين المأجورين التي يمتلكها الكولونيل ديفيد سترلينج، مؤسس وحدة قوات النخبة بالجيش البريطاني، حتى يمكن لبريطانيا نفي تدخلها بشكل رسمي في اليمن، لترسل هؤلاء المرتزقة بعدها إلى اليمن، وكان عضو البرلمان البريطاني، نيل مكلين، هو المسؤول عن تنسيق عمليات هؤلاء المرتزقة، ومساعدة القوات الموالية للملكيين هناك".
وفي صيف 1963 أجرى "ميكلين" اتصالا بالملحق العسكري الإسرائيلي في لندن، دان حيرام، وطلب منه مساعدة إسرائيل القوات الموالية للإمام محمد البدر، ونقل الملحق العسكري الإسرائيلي الطلب إلى قيادته، بعدها بأيام زار "ميكلين" إسرائيل والتقى موشيه ديان، الذي كان يشغل وقتها منصب وزير الزراعة، ورئيس الموساد، مائير عميت، وأبدت تل أبيب موافقتها بشكل مبدئي على المساعدة، وتزايدت الاتصالات بين الطرفين بعد ذلك حتى تم الاتفاق على الإطار العام لتنفيذ المساعدة، وأطلقت إسرائيل على العملية اسم "ديربان".
في 31 مارس 1964، حلقت طائرة نقل إسرائيلية في سماء اليمن، وعلى متنها طاقم بقيادة اللواء أريه عوز، الذي قاد الطائرة إلى شمال اليمن حتى وصل مجموعات من القوات الملكية بالقرب من المعسكرات المصرية، وبالقرب منها أشعل الضوء الأخضر من بطن الطائرة، وبدأت عمليات إنزال صناديق كبيرة مليئة بمختلف أنواع السلاح والإمدادات الطبية والغذائية، وهو ما عزز الثقة بين الطرفين، الإسرائيلي والبريطاني، وبعدها نفذت إسرائيل 13 عملية إنزال جوي لمعدات وأسلحة للملكيين على مدار العامين التاليين.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه بسبب الحساسية الشديدة للعملية، لم يكن الملكيون يعرفون بهوية الدولة التي تمدهم بالسلاح، باستثناء أفراد قليلون جدا من النخبة الأمنية والسياسية، كما لم يتم إخبار السعوديين خوفا من أن يسحبوا أيديهم ويوقفوا دعمهم القوات الملكية.
في يناير 1965، فتحت القوات المصرية هجوما شديدا على طول الجبهة مع القوات الملكية التي تكبدت خسائر فادحة، وهو ما دفع بريطانيا والملكيين إلى السعي للاتفاق مع إسرائيل على قصف القوات الجوية الإسرائيلية المعسكرات والقوات المصرية في صنعاء والحديدة، لكن رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، ورئيس الوزراء، ليفي أشكول، رفضا الفكرة.