الحدث- محمد غفري
هي رسالة تحدي تحمل العديد من المعاني والعبر، أرادت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" ايصالها إلى جيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي، عندما قصفت يوم أمس مدينة تل ابيب بصواريخ من نوع (J80) محلية الصنع بعد الساعة التاسعة، كما أعلنت عن ذلك بالتحديد في وقت مسبق.
كتائب "القسام" دعت في بيان سابق لها، وسائل الإعلام الإسرائيلية لتوجيه كاميراتها ورصد الصواريخ فى سماء تل أبيب وحولها، وذلك لنيتها قصف المدينة. "والقبة الحديدية مدعوة للاستعداد لأقصى درجة لها لاعتراض صواريخ جعبرى 80، التي ستنطلق بتمام الساعة 9 مساء باتجاه تل أبيب وضواحيها الجنوبية".
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت يرى، أن هذا الأمر يأتي في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي تقوم بها المقاومة، ويعبر عن تطور في الأساليب المستخدمة من قبلها في المواجهة مع إسرائيل.
وقال شلحت لـ"الحدث" "إن هذا الأمر لا ينعكس فقط بتحديد الزمان والمكان للقصف الصاروخي، وإنما في نوع وتطور الخطاب السياسي والدبلوماسي الذي توجهه القيادة السياسية للحركة ويفهمه العالم، كما حصل في آخر خطاب لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وليس فقط في الخطاب المقاوم".
وأضاف أن تحديد الزمان والمكان المسبق من قبل "القسام" للقصف الصاروخي، هو تحدي من قبل المقاومة بأنها هي من تختار الزمان والمكان للقصف، وردا على ادعاءات الجيش الإسرائيلي الذي يعلن في كل مرة على لسان الناطق باسمه، بأنه نجح في ضرب ترسانة حماس الصاروخية.
وأوضحت كتائب "القسام" في بيان آخر صدر عنها بعد القصف الصاروخي، أنها أطلقت صاروخين من نوع J80 نحو منطقة غوش دان، مزودين بتقنية تمنع اكتشافهما من قبل منظومة القبة الحديدة. وأكدت الكتائب أنه إضافة إلى الأهداف العملياتية لعملية الإطلاق هذه فإنه "كان من المهم أن نثبت لعدونا أن الكتائب بقدراتها في تطور دائم، وأن المعركة ما زالت بيننا، وأن حرب الأدمغة الدائرة يسجل فيها خبرائنا انتصرا جديدا على خبراء القبة الحديدة، وسيحولونها إلى قبة ورقية لا تحمل إلا الفشل والخيبة للكيان الصهيوني الغاصب".
وحول عملية القصف هذه، كتب جمال نزال المتحدث باسم حركة "فتح" في أوروبا على صفحته في موقع الفيس بوك "لأول مرة يتم الإعلان عن القصف قبل وقوعه، وأخيرا فهموا الأبعاد القانونيه للحرب، فهذا الإعلان هو عبارة عن تحذير يعفي الطرف الفلسطيني من تهمة القصف العشوائي، ويسحب ذرائع الاحتلال وأسسه القانونيه التي يحلم بها، لتوفير شروط اتهام الفلسطينيين جزافا بالإرهاب".
وأضاف نزال أنه حتى لو لم يقع ضحايا، فإن الإسرائيليين في تل أبيب سيتعرفون على نظام منع التجول الإرادي الذي يعيشه الفلسطينيون.