الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قصيدة "الطفل الأسود الصغير" لـ ويليام بليك

2022-02-10 11:23:54 AM
قصيدة
تعبيرية

الحدث الثقافي- أدب

فيما يلي ترجمة لقصيدة الشاعر الإنجليزي ويليام بليك William Blake، وهي مأخوذة من ديوان «أغنيات البراءة والتجربة»، وهو أحد روائع الإبداع الإنسانى الشعرى، ودُرة الرومانتيكية العالمية، رؤية روحية عميقة للعالم، وعلاقاته الدفينة، وتجلٍّ أرقى لملامح التوجه الرومانتيكى، من قِبل شاعر يمثل- فى الوعى النقدى- المَعلم الأساسى لتيار اكتسح الأدب العالمى على أكثر من قرن كامل. لكن أعماله- وفى ذروتها "أغنيات البراءة والتجربة"- تتجاوز الرومانتيكية، كحركة إبداعية، لتمتلك فرادتها وشموليتها التى تفرضها كإبداع عابر للزمن والأحقاب.

الديوان هو من ضمن  سلسلة "الـ100 كتاب"- التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة- ومن ترجمة حاتم الجوهرى، وتقديم الدكتور ماهر شفيق فريد

وهى المرة الأولى التى تصدر فيها- فى اللغة العربية- ترجمة كاملة ورصينة لهذا العمل الفريد.

وفيما يلي قصيدة "الطفل الأسود الصغير":

ولدتني أمّي في جنوب البريّة،

إنني أسود، لكن آه فروحي بيضاء!

أبيض كالملاك هو الطّفل الإنجليزيّ،

لكنّني أسود، كأنني محرومٌ من الضياء.

 

علّمتني أمّي تحت شجرة،

و، جالسًا قبل اشتداد حرارة النّهار،

أخذتني في حضنها وقبّلتني،

و، مشيرةً إلى الشّرق، راحت تقول:

 

انظر إلى الشّمس المشرقة: هناك يعيش الله،

يمنح ضوءه، ويُبعد حرارته،

وتتلقى الزّهور والأشجار والحيوانات والإنسان

الرّاحة في الصباح، والبهجة في الظهيرة.

 

"لقد أقْطَعَنا من الأرض حيّزًا صغيرًا،

لنستطيع أن نتعلّم تحمّل أشعة الحب؛

وتلك الأجساد السّوداء والوجه المسفوع بالشّمس

ليسوا إلا سحابة، يشبهون بستانًا ظليلاً.

 

"لأنه، متى تعلّمت أرواحنا وطأة التحمّل،

ستختفي السّحابة، وسنسمع صوته،

يقول، "اخرجوا من البستان، بحبّي وعنايتي،

وكحِملان حول خيمة الرب ابتهجوا"

 

هكذا قالت أمي، وقبّلتني،

وهكذا أقول إلى صبيّ إنجليزي:

فحين أكون متحرِّرًا من السّحابة السوداء، وهو من البيضاء،

نبتهج حول خيمة الربّ كالحِملان،

 

سأُظِلُّه من الحرارة إلى أن يمكنه التحمّل

لينحني على ركبة أبينا في ابتهاج؛

وآنئذٍ سأقف وألاطف شعره الفضي،

أصبح مثله، وآنئذٍ سيحبّني.