الحدث- محمد مصطفى
نادراً ما تهطل الأمطار في شهر ابريل نيسان، وإذا ما حدث ذلك تكون خفيفة وغير ذات جدوى، ولا تستمر سوى وقت قصير.
لكن أن تعود الأجواء الشتوية بكل قوة في هذا الشهر الربيعي، الذي عادة ما تتسم الأجواء خلاله بالاعتدال والدفء، فهذا أمر نادر، يستحق أن تسلط عليه "الحدث"، الاهتمام، وتحاور الأخصائيين لمعرفة فوائد الأمطار في هذه الفترة، ومدى تأثيراتها على قطاع الزراعة، وعلى المناخ بشكل عام.
ماء من ذهب
ويرى المهندس الزراعي نزار الوحيدي، من وزارة الزراعة في قطاع غزة، أن الأمطار المتأخرة خاصة تلك التي تهطل في شهر ابريل/نيسان، عادة ما تكون فائدتها عالية على القطاع الزراعي بشكل عام، لدرجة دفعت أجدادنا القدماء لإطلاق الأمثال الشعبية لتبيان الآثار الايجابية لتلك الأمطار، من بينها "أمطار نيسان تحيي الأرض والإنسان" و"مطر نيسان بسوى السكة والإنسان".
وأوضح أن الأمطار التي تهطل في هذا الشهر ونادراً ما تكون بكميات كبيرة، تسهم في إنقاذ الموسم الشتوي، وتتيح فرص نادرة لما تبقى من محاصيل هذا الموسم كي تواصل نموها وتعطي إنتاج وفير.
فوائد كبيرة
وبين الوحيدي في حوار مع "الحدث"، أن فوائدها للموسم الصيفي كبيرة من ناحيتين، فهي تهيئ لهذا الموسم وتحدث عملية بلل للتربة في وقت حساس، يساعد المزارعين في حرثها وسرعة إنبات المحاصيل، إضافة إلى أنها تسهم في إنبات الحشائش والبذور الصيفية الضارة قبل البدء بحرث وزارعة الأرض، ما يسهل على المزارعين التخلص منها، وتجنب مضارها وتأثيراتها السلبية على مزروعاتهم.
وتابع: تسهم هذه الأمطار أيضاً في منع تساقط الأزهار في الأشجار المثمرة، ما يعطيها فرص قوية لتكوين الثمار، وبالتالي تعطي إنتاج وفير، وهذا ينطبق على الزيتون والحمضيات واللوزيات، وأنواع أخرى من الأشجار.
وأكد الوحيدي أن الأمطار التي تهطل في هذا الوقت، تسهم في منع انتشار الآفات الزراعية، وهذا يعطي فرصة نادرة لإطلاق براعم وأوراق جيدة، دون أن تتعرض لهجوم الآفات التي تقلل نموها.
وأوضح في نهاية حديثه، أن الأمطار الحالية تقدم فائدة كبيرة للمزارعين والمواطنين العاديين، عبر إسهامها في تقليل نسبة ملوحة المياه في الآبار الجوفية.