الحدث- أدب
فيما يلي نصان للشاعر والمترجم الجزائري الخضر شودار
نهاية
لا جدوى من العزاء
لا شيء سترونه بعد موتي
رحلت مرات قبل آلاف السنين
حملت أسماء كثيرة
للموت والحياة
نظرة على الليل
وستجدونني بين كل نجم وآخر
أتدفق بين ضفة وأخرى
على الحجارة
وتحت التراب
في أول الفصول ونهاياتها
كالورق أتقصّف فوق ماء البحيرات
أمهات حملنني طويلا في صدورهن
أنا هذا المطر الخفيف على وجوهكم
حين كنتم صغارا
المساء الرائق الذي انتظرتموه
بعد الغروب
يد تمسك بيد أخرى
النوم العميق في أحلامكم
هذا الماء الذي يذوي في مكان ويظهر
في مكان آخر
****
الأبناء والآباء
ما الذي تركه الأسلاف القدامى
للوقت
قرنا بعد قرن
أو للأحفاد
الكهوف والمغارات؟
جلسة القرفصاء
حروفا مسمارية فوق الصخر
تدرج على هيئة الطير
كريات حمراء وبيضاء من DNA
حيث تبيد سلالة بلا رحمة
سلالة أخرى؟
البربرية الحزينة من أفق إلى أفق
رغم الوصايا
بألا يكرر الأبناء أخطاء الآباء
كم من الأحقاب يكفي
ليصير العالم نظيفا
من العثرات، وزلات اللسان
ماذا الآن؟
سوى البراءة الأولى
أو خطيئة واحدة لم أقترفها
أجتنيها لنفسي.