الحدث-غزة
لم تجد المسنة سهيلة منصور (51 عامًا)، مأوى يحميها من الغارات الإسرائيلية العنيفة والكثيفة، بعد قصف منزلها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، سوى الركام والأنقاض وبعضٌ من الممتلكات المدمرة.
وتجلس منصور بصحبة أفراد عائلتها فوق أنقاض منزلها المدمر، تستذكر كافة اللحظات الجميلة والحزينة التي عاشتها في كل ركن أركان هذا المنزل.
ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ الاثنين الماضي، سلسلة غارات عنيفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، وطالت عشرات المنازل والمباني السكنية، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات، لتصبح بلا مأوى.
وتقول منصور في حديث لـ"الأناضول": "إن الجيش الإسرائيلي أبلغنا في اتصل هاتفي بأنه يجب علينا إخلاء المنزل بشكل فوري وفي غضون 3 دقائق قبل قصفه فوق رؤوس ساكنيه".
وتشير منصور إلى إبلاغها كافة السكان في المبنى بضرورة إخلائه بشكل سريع قبل استهدافه، وتضيف: "ما هي إلا دقائق معدودة، وبعد خروجنا من المبنى، سمعنا أصوات انفجارات ودخان كثيف ناجم عن استهداف المنزل بصواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية".
وتوضح بنبرة حزينة، أنه ما عاد هناك مكان آخر، يأويها اليوم وعائلتها سوى أنقاض منزلها المدمر، رغم حالة الذعر والخوف التي تنتاب النساء والأطفال كلما سمعوا أصوات الطائرات الإسرائيلية وأصوات الانفجارات الناجمة عن الغارات العنيفة.
ولا زالت تحلق طائرات حربية ومروحية واستطلاع إسرائيلية بشكل كثيف وعلى ارتفاعات منخفضة في أنحاء قطاع غزة.
وتخشى منصور من قصف الطائرات الإسرائيلية لأفراد عائلتها المجتمعين فوق أنقاض منزلهم، خاصة بعد أن قصفت هذه الطائرات تجمعات عديدة للمواطنين".
أعلنت وزارة الأشغال العامة الفلسطينية، فجر اليوم الاثنين، عن تعرض 560 وحدة سكنية في قطاع غزة، للدمار بشكل كلي، منذ شن إسرائيل للعملية العسكرية، الاثنين الماضي.
ولا يختلف حال المواطن محمد غنام، كثيرًا عن عائلة منصور، إذ يتواجد وعائلته المكونة من 10 أفراد، على ركام منزله المدمر بفعل القصف الإسرائيلية.
ويقول غنام لمراسل "الأناضول": "رغم قصف منزلي من طائرات إسرائيل، إلا أنني سأتحدى طائرات ومدفعيات وزوارق إسرائيل وسأعيش على ركامه إلى حين بنائه من جديد".
وتشن زوارق حربية إسرائيلية قبالة شواطئ بحر غزة، سلسلة غارات عنيفة في ساعات المساء، كما وتتمركز آليات مدفعية إسرائيلية قرب الحدود الشرقية للقطاع.
ويتابع غنام: "إن إسرائيل تريد من استهداف منازل المدنيين في قطاع غزة، تحريض الفلسطينيين على المقاومة الفلسطينية وإثارة الرعب في قلوبهم، لكنها لن تنجح في ذلك، وسيبقى الجميع داعمًا لفصائل المقاومة حتى تحرير فلسطين".
ويؤكد أن معظم الفلسطينيين الذين قصفت إسرائيل منازلهم، ليس لهم أي علاقة بالمقاومة ولا بإطلاق الصواريخ تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، ويقول: "إن ما تقوم به إسرائيل هو جريمة حرب بحق المدنيين، لا تقبل به القوانين والأعراف الدولية
وطالب غنام بتدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء من جرائم الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الأناضول