ترجمة الحدث
قال موقع والا العبري إنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الأسبوع الماضي وحتى يوم الاثنين الماضي، طلب كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية من "إسرائيل" اتخاذ موقف أكثر وضوحًا بشأن هذه القضية.
وأوضح الموقع أنه منذ بداية العمليات العسكرية، ظل مكتب رئيس حكومة الاحتلال ووزارة الخارجية ووزراء إسرائيليون يؤكدون على مبدأ أن إدارة جو بايدن تتفهم الحاجة الإسرائيلية للموازنة بين رد الفعل أو الموقف من العمليات العسكرية في أوكرانيا والحاجة إلى مواصلة التنسيق العسكري مع روسيا في سوريا.
وبحسب الموقع، زعم المسؤولون الإسرائيليون في أكثر من مناسبة أن الأمريكيين ليس لديهم مشكلة مع الموقف الإسرائيلي، لكن المحادثات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض تكشف أن الواقع وراء الكواليس كان مختلفًا.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض للموقع إن قلة قليلة من الدول غير الولايات المتحدة قدّرت أن بوتين سيخوض حربًا ضد أوكرانيا ويغزو البلاد في غضون ساعة، و"إسرائيل" من بين الدول التي أخطأت في تقييمها الاستخباراتي، بل إن رئيس قسم أوروبا وآسيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، غاري كورين، قال علنًا إن هناك "نقصًا في التقييم" في "إسرائيل" فيما يتعلق بنوايا بوتين.
ويعترف مسؤولو البيت الأبيض بأنهم يتفهمون المصالح الإسرائيلية المعقدة تجاه روسيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، لكنهم يقولون إنهم أجروا بعد بدء العمليات العسكرية محادثات يومية مع مكتب رئيس حكومة الاحتلال والسفارة في واشنطن ومسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، طلبوا فيها من "إسرائيل" الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة وضد روسيا.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض "قلنا للإسرائيليين أن هذه لحظة يتعين علينا فيها أن نقرر بين الخير والشر وأنه من المهم أن تكون إسرائيل في الجانب الصحيح من هذه الأحداث".
وقبيل تصويت مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي على قرار يدين روسيا، خاطبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، مطالبة "إسرائيل" بالتعبير عن دعمها للقرار، وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن السفيرة الأمريكية أبلغت أردان أن الرئيس بايدن نفسه يتوقع الدعم الإسرائيلي.
وأوصى أردان وزارة الخارجية الإسرائيلية بالاستجابة للطلب الأمريكي، ولم يقبل وزير الخارجية الإسرائيلية لبيد التوصية، وخلافا لموقف 81 دولة حول العالم، لم تعرب "إسرائيل" عن دعمها لقرار إدانة روسيا في مجلس الأمن. بعد ذلك بوقت قصير، احتجت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة لدى أردان على السلوك الإسرائيلي.
وتابع الموقع "أصبحت خيبة الأمل الأمريكية من السلوك الإسرائيلي حول تصويت مجلس الأمن يوم الجمعة مصدر قلق حقيقي للأمريكيين، واطلع البيت الأبيض على تقارير إعلامية تفيد بأنه خلال اجتماع لمجلس الوزراء، طلب بينيت من الوزراء عدم التعليق على ما يجري في أوكرانيا أو إدانة روسيا. إضافة إلى ذلك، لاحظ الأمريكيون أن بينيت حرص على عدم التعبير عن معارضته للعمليات الروسية وعدم إدانتها".
وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه في أعقاب هذه التقارير، اتصلت إدارة بايدن بإسرائيل عبر عدة قنوات ليلة الأحد وأعربت عن قلقها بشأن السياسة الإسرائيلية. وبحسب المسؤول الأمريكي، فقد ردت الحكومة الإسرائيلية بأن تعليمات بينيت لوزراء الحكومة كانت تهدف فقط إلى التأكيد على أنه ووزير الخارجية يائير لابيد هما الوحيدان اللذان يعبران عن الموقف الإسرائيلي.
لطمأنة إدارة بايدن، أوضح وزير الخارجية الإسرائيلية لابيد ملامح السياسة الإسرائيلية في اليوم التالي، عندما صرح مرة أخرى في بيان صحفي أن "إسرائيل" تدين العمليات الروسية وتعهد بالتصويت لصالح قرار إدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن بيان لابيد صباح الاثنين كان مهما وهدأ غضب الإدارة الأمريكية، وأضاف: "نشعر بالرضا الآن بشأن الموقف الإسرائيلي، خاصة في ضوء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
ومع ذلك، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين قلقون من التصور الذي سيطر على الرأي العام الأمريكي فيما يتعلق بسياسة "إسرائيل" تجاه العمليات الروسية في أوكرانيا، مما دفع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هيرتسوغ إلى نشر سلسلة من التغريدات مساء الثلاثاء لتوضيح حقيقة الموقف الإسرائيلي.