الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إطلاق كتاب مفهمة فلسطين الحديثة.. نماذج من المعرفة التحررية في جامعة بيرزيت (فيديو)

2022-03-23 11:09:42 AM
إطلاق كتاب مفهمة فلسطين الحديثة.. نماذج من المعرفة التحررية في جامعة بيرزيت (فيديو)
المتحدثون في الندوة

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

أقيمت في جامعة بيرزيت، الثلاثاء، ندوة لإطلاق  كتاب مفهمة فلسطين الحديثة نماذج من المعرفة التحررية، الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالتعاون مع برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في الجامعة.

وأدارت الندوة رنا عناني ممثلة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، التي أوضحت أن الكتاب هو إحدى ثمار التعاون ما بين المؤسسة والجامعة وهو نتاج شراكة معرفية أكاديمية ممتدة عبر سنوات طويلة بين هاتين المؤسستين.

وبحسب عناني: يحتوي الكتاب على سبعة أبحاث أكاديمية تبحث في عدة عناصر من الكلاسيكيات الكبرى للهوية الوطنية الفلسطينية أرضا وأشخاصا وحكاية، وهو من إشراف وتحرير د. عبد الرحيم الشيخ وتأليف مجموعة من الباحثين من طلبة العلوم الاجتماعية وهم: فيروز سالم، قسم الحاج، خلود ناصر، علي موسى، أشرف بدر، أسماء الشرباتي، وعبد الجواد عمر.

وتحدث في الندوة كل من: د. عبد الرحيم الشيخ، د. عاصم خليل، الطالبان أشرف بدر، وخلود ناصر.

بدوره، قال عميد كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت عاصم خليل في كلمته الافتتاحية: اليوم مميز في جامعة بيرزيت، لعدة أسباب، فأولها أننا نحتفل بإطلاق كتاب يشكل من حيث وجوده تجسيدا لما يجب أن تكون عليه الجامعة، وبالتالي إن ارتأيتم التفكير بمستقبل الجامعة، فلننظر إلى هذا النموذج المشرق من الحاضر على الرغم من كل ما يدعو من حولنا إلى الإحباط سواء لما يحدث في المجتمع أو في الجامعة".

وأضاف: هذا الكتاب وعملية تحضيره تعطينا صورة عن ماهية الأكاديمي وبالتالي عن ماهية الجامعة، معتبرا أن الأكاديمي ينشر، ويبحث، ويسأل واختزال عمل الأكاديمي بأي من هذه المهام لا ينتقص من ماهية الأكاديمي فحسب بل ينفي عنه هذه الصفة، متابعا: الجامعة لن تكون جامعة إن لم تكن حاضنة للنشر والبحث والسؤال، فالجامعة ليست مكانا لتصدير مخرجات  النشر والمنافسة مع جامعات أخرى في عدد المنشورات ونسبة الاقتباسات، ولديها خطر اسمه تسليع التعليم، وهناك تحد للضغط على الجامعة بأن تتحول إلى مكان يصنع خريجين بشكل معين أو أن يقوم بالتركيز بالمنتج، لا يختلف في هذه الحالة عن أي مصنع أو شركة.

وأشار د. خليل إلى أن الأكاديمي يبحث، ليس فقط للنشر بل لإيجاد الأجوبة، وهذا يقتضي منه استخدام المناهج والوسائل التي تتيحها المعارف المتراكمة ليصل إلى أجوبة على أسئلة يطرحها، سواء وصلت إلى مرحلة النشر الأكاديمي أم لم تصل، ومن هنا الجامعة هي المكان، ويجب أن تبقى المكان الذي نصل فيها ومن خلالها لأجوبة مختلفة ليس فقط لكون مناهجنا في البحث وطرقنا مختلفة وإنما أيضاً للاعتراف بطبيعتنا البشرية المتعددة وأن هذا مصدر قوتنا وليس ضعفنا.

وحول مسيرة التحضير لهذا الكتاب قال خليل إن الوصول لعملية نشره بهذا الشكل كان ممكنا نتيجة تعاون عدة جهات، مؤسسة الدراسات الفلسطينية مع جامعة بيرزيت، أستاذ الدراسات الثقافية د. عبد الرحيم الشيخ مع طلبة الدكتوراه، الطلبة مع بعضهم في عملية تحكيم متبادلة قبل مراجعته من قبل أستاذ المساق ومحكمين خارجيين، كانت عملية مضنية لكن النتيجة تستحق كل هذا الجهد.

ويرى عميد كلية الدراسات العليا أن الكتاب مساحة للبحث عن أجوبة، هذه المرة من قبل طلبة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، من قلب فلسطين عن فلسطين، وليس عن فلسطين من خارجها، وهذا الكتاب ليس عن فلسطين بل رواية الفلسطينيين، وهو عن فلسطين الفلسطينيين.

من جانبه تطرق د. عبد الرحيم الشيخ المشرف والمحرر للكتاب إلى القطيعة الموجودة قبل عشر سنوات مع الدراسات الفلسطينية، وعن دور الجامعة في إنتاج معرفة عن فلسطين من داخل فلسطين، حيث قال إن كل نظريات التربية اليوم تتمحور حول الطالب كمحور من العملية التعليمية، وما نعمل عليه في مجال إنتاج المعرفة هو في صميم الموضوع، ويوجد 3 مقولات أساسية تحكم الموضوع: أولا: الأستاذ ليس منتجا للمعرفة عند المتلقين، بل هو من يولد المعرفة، ثانيا: مساعدة الطالب على إخراج الجليد، ثالثا: ملء الطلبة بالمعرفة كي يتمكنوا من إنتاجها.

واعتبر الشيخ أن رسالة الجامعة تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية وهي: التدريب الأكاديمي، البحث العلمي، وخدمة المجتمع، وفي جامعة بيرزيت تم جمع المبادئ الثلاثة في مساقات من شأنها تدريب الطلاب على إنتاج معرفة تحررية، منوها أن في بيرزيت توجد 9 مساقات، ويجري العمل الآن على إنتاج مشروع بحثي حول شهداء جامعة بيرزيت من خلال جمع الأرشيف على امتداد سنوات لإنتاج كتاب عن الشهداء، بالإضافة للأسرى في السجون، والأسرى المحررين.

ويرى أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية والعربية في جامعة بيرزيت عبد الرحيم الشيخ أن الجامعة هي فرصة لإنتاج معرفة ضمن ورشات كتابية من خلال تحويل الواجب الكتابي لورش كتابية جزء منها على شكل كتب وجزء على شكل رسائل ماجستير ودكتوراه وتنشر فلسطينيا.

بدوره، تطرق الطالب في برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية بجامعة بيرزيت والمساهم في إعداد الكتاب أشرف بدر، إلى الصعوبة التي يواجهها الأكاديمي في النشر، لأن الأمر ليس سهلا ومعقدا، وفي أوعية النشر الإجراءات طويلة أحيانا ومعقدة وما يتم رفضه أكثر مما يتم قبوله.

وقال بدر إن طبيعة المساهمات الموجودة في الكتاب هي نتيجة تلاقح فكري، وجهد جماعي من المشرفين على البرنامج ومن الطلاب، والتحدي يكمن في أننا كباحثين علينا الحديث عما هو جديد ولم يتم تناوله من قبل، خصوصا في حقل الدراسات الفلسطينية الذي يشكل قناعة للبعض أنه لا يوجد ما لم يتم البحث فيه.

أما الطالبة في برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية بجامعة بيرزيت خلود ناصر فعرجت في كلمتها على برنامج الدكتوراه في الجامعة، إذ قالت إن برنامج الدكتوراه في الجامعة تمكن من إضافة الكثير للطلاب، وهو عملية تحول في قدرتنا على الكتابة والإنتاج المعرفي، كما أنه وسع الدائرة المعرفية بتعدد حقوله، وعمق الحس النقدي بتنوع مدارسه الفكرية، وطور مهراتنا وأداوتنا البحثية التي من الممكن استخدامها لتحليل ونقد أي إنتاج معرفي قادم.

وبحسب ناصر: "تدرجت التجربة في برنامج الدكتوراه من مساق لآخر من خلال آليات تعلم حرة، وتفاعل حر بين الأساتذة والطلاب، وهذه التجربة هي تجسيد لفكرة التعلم بطريقة أخرى بعيدا عن الشعارات والخطابات، هدفها أن نكون باحثين قادرين على الكتابة الأكاديمية الجادة".