الإثنين  18 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طيور الزينة تتكدس في غزة ومربوها يعجزون عن تصريفها ويتعرضون لخسائر

2015-04-15 10:42:46 AM
طيور الزينة تتكدس في غزة ومربوها يعجزون عن تصريفها ويتعرضون لخسائر
صورة ارشيفية

الحدث- محمد مصطفى
منذ عقود طويلة امتهن مئات المواطنين  صيد وتفريخ طيور الزينة المتنوعة في مزارع صغيرة داخل منازلهم، خاصة الكناري و"الزيبرا"، والببغاء الاستوائي وغيرها، وقد دأبوا على تصريف إنتاجهم عبر تصديره من خلال المعابر مع الاحتلال قبل الحصار، أو عبر الأنفاق التي كانت تربط قطاع غزة بمصر.

وهؤلاء المربون، كانوا يعتاشون من وراء هذه المهنة، ويخصصون لها جل وقتهم، ويتفننون في إيجاد طرق وآليات توسع من عمليات تفريخ الطيور، بتهيئة الأجواء المناسبة والطعام المناسب.

ويقول المواطن رائد خليل، من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إنه يهوى إنتاج وتفريخ عصفور الكناري المغرد في منزله، وقد خصص من أجل ذلك أماكن، وأنفق مبالغ مالية كبيرة، في شراء سلالات جيدة، وقد نجح عبر سنوات في تفريخ وإنتاج المئات من العصفور المذكور، متعدد الألوان والأحجام.

وأكد خليل لـ"الحدث"، أنه وقتما يكون هناك طريق لإخراج الكناري من غزة، تكون أسعاره مرتفعة، والتجار يتهافتون لشراء أية كميات من المربين، وحين تغلق الطرق، تنهار الأسعار، ولا يجد المنتجون طريقاً لتصريف طيورهم.

وأوضح أنه وغيره من أصحاب المزارع المختصة بتفريخ طيور الزينة، عاشوا فترة ذهبية حين كانت الأنفاق تعمل، بحيث كان إنتاج القطاع من هذه الطيور يتم تجميعه، ونقله إلى مصر، ومن ثم إلى ليبيا ودولاً أخرى، وهذا كان يحقق لهم دخولاً جيدة.

وبين خليل أن الطيور الآن لا تغطي كلفة تربيتها، خاصة وأنها تحتاج إلى جانب الأعلاف العادية، للكثير من البيض المسلوق والتفاح والخس، وأنواع خاصة من الأطعمة، وهذا يكلف صاحب المزرعة الكثير من المال، لذلك قرر التخلص من معظم عصافيره وبيعها بثمن بخس، والاكتفاء بزوجين منها للزينة والاستمتاع.

أما المواطن إبراهيم الشاعر، فأوضح أنه انشأ مزرعة كبيرة لتفريخ وإنتاج عصفور الزيبرا المسمى محلياً "فنكر"، موضحاً أن هذا الطائر الصغير سريع التكاثر والإنتاج، إذا ما وجد ظروفا مناخية مناسبة ومكان فسيح، وبيئة قطاع غزة ملائمة تماماً له.

وأكد لـ"الحدث" أن مشروعه الناشئ الذي كلفه الكثير من المال والاستعدادات، حقق نجاح مبهر، والإنتاج كان سريع ووفير، وباع مرة واثنتين وثلاثة، موضحاً أنه كان يبيع العصفور الواحد مقابل سبعة شواكل وهذا ثمن جيد، وفي كل مرة لا تقل عدد العصافير التي كان يبيعها عن 200، وما كان يعتبر إنجازاً كبيراً.

ولفت الشاعر، إلى أنه ومنذ إغلاق الأنفاق بدأت الأسعار تتهاوى، ويواجه صعوبات في تصريف الطيور، وقد انخفضت أسعارها إلى أن وصل ثمن الواحد إلى 2 شيكل وأحياناً أقل، وهذا دفعه لإغلاق مشروعه، وتربية طيور الحمام بدلاً منه، ففراخ الحمام "زغاليل"، يمكن بيعها في السوق وأسعارها مرتفعة.

وكان أحد باعة الطيور المذكورة، أكد أن البطالة وقلة فرص العمل جعلت العديد من الشبان لإقامة مزارع لإنتاج طيور الزينة، ونتج عن ذلك تفريخ أعداد كبيرة تفوق حاجة السوق المحلية، وكانت تلك الطيور تجد طريقها للخارج إما من خلال الأنفاق أو المعابر سابقاً، لكن إغلاق الأنفاق، ورفض إسرائيل تصدير الطيور، جعلها تتكدس في القطاع.

وأوضح محمد سليمان أنه كان في السابق يجمع عصافير الزينة من المربين ويبيعها لكبار التجار، لكن الاخيرين توقفوا عن جمعها حالياً، وما يشتريه من المربين أعداد قليلة، ليعرضها في محله، ويبيعها لبعض الفتية أو الهواة.

وأشار سليمان لـ"الحدث"، إلى أن الوضع الحالي ألحق ضرراً كبيراً بالمربين، ووجه ضربات موجعة لمهنة كانت تعتاش منها أسر كثيرة في قطاع غزة، مؤكداً على أن الحل الوحيد لإعادة إنعاشها هو فتح منذ لتصدير العصافير الملونة والمغردة من القطاع.