الحدث- سوار عبد ربه
شهدت منطقة باب العامود في القدس المحتلة يوم أمس، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، أسفرت عن اعتقال أربعة مقدسيين، بعدما نصب الاحتلال سياجا حديديا على جانبي الساحة لاستفزاز المقدسيين والتضييق عليهم، في مشهد يعيدنا إلى الشرارة التي أشعلت أحداث العام الماضي في القدس وأدت إلى هبة مايو 2021.
وتوقع المحلل السياسي فخري أبو ذياب أنه إذا استمر الاحتلال في إجراءاته وقمعه، ستكون ردة الفعل أشد وأعنف مما كانت عليه العام الماضي، سيما وأن القدس بالأساس على صفيح ساخن.
وأضاف المحلل السياسي في لقاء مع "صحيفة الحدث" إن الاحتلال يحاول من خلال إجراءاته إيصال رسالة للمستوطنين أنه ما زال يسيطر على المنطقة خاصة بعد الاخفاقات التي لاحظناها في الآونة الأخيرة، وأنه لن يسمح بما كان عليه العام الماضي، وأنه صاحب السيادة.
وقال أبو ذياب إن الاحتلال لم يسلم بالإنجازات التي حققها الفلسطينيون العام الماضي، ويعمل على تفريغ إجراءاته القمعية اليوم على دفعات وبالتدريج، إذ بدأ بوضع متاريس على جانبي مدخل باب العامود، وجلب مزيد من عناصره التي انتشرت بكثافة يوم أمس خاصة فترة خروج المصلين من المسجد الأقصى بعد صلاتي العشاء والتراويح.
ويرى أبو ذياب أنه كلما زاد الاحتلال في بطشه، زاد المقدسيون والفلسطينيون تحد وصمود، ولا بد من ردة فعل مقدسية على إجراءات الاحتلال.
وكان الاحتلال قد أعلن عن جملة من التسهيلات للفلسطينيين في شهر رمضان، اعتبرها محللون سياسيون أنها استخلاص لدروس معركة سيف القدس، وتجنبا لأي اشتعال قادم.
وحول ذلك قال المحلل السياسي لصحيفة الحدث إن ما تقوله وتعلنه سلطات الاحتلال مغاير لما تقوم به على أرض الواقع، وإعلانها عن تسهيلات كان بهدف توصيل رسالة للعالم بأنهم يسمحون بحرية العبادة والحركة والتنقل، ويعطون الأهالي حقوقهم، لكن على أرض الواقع الهدم والقمع وكل ما يجري بعيد عما يقولون.