الحدث الثقافي- إصدارات
صدر حديثا في بيروت مذكرات "أنيس النقاش .. أطفال وأقدار" في الذكرى الأولى لرحيله، والتي تتناول ذكرياته عن بيروت والحياة اليومية فيها، أواخر خمسينيات القرن المنصرم، وعن طفولته ومراحل تعليمه، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والثورة الجزائرية اللتان كانتا حاضرتين في وعي ذلك الجيل.
وتضم المذكرات التي تقع في 760 صفحة، رحلة التحاق النقاش البيروتي، في صفوف حركة فتح، ونضاله في الإطار الطلابي، وعن الفتحاويون الأوائل الذين تركوا فيه أثرا كالحاج طلال (سمير أبو غزالة) وهاني فاخوري (أبو ياسر) ورفيق البلعة.
وبحسب المذكرات، خضع أنيس لدورات عسكرية في لبنان وسوريا وأخرى أمنية في مصر، وكان رفيقا للشاعر السوري كمال خير بك وفؤاد عوض، وفؤاد الشمالي، وكلهم كانوا من كوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكرسوا حياتهم لمقاومة الإسرائيليين في أوروبا.
وتحدثت المذكرات عن الولاء الثابت للنقاش لحركة فتح، رغم أن عمه زكي النقاش كان أحد قادة الحزب السوري القومي، وأن علاقة قوية كانت تربطه بخليل الوزير وياسر عرفات وهايل عبد الحميد.
وتروي المذكرات خوض أنيس عمليات خطرة جدًا أبرزها اقتحام مقر منظمة أوبك في فيينا في سنة 1975، وتمكن برفقة كارلوس وآخرين، من اختطاف وزراء النفط لدول تلك المنظمة لغاية ظلت ملتبسة إلى وقت قريب، أما أخطر العمليات فكانت محاولة اغتيال شهبور بختيار، آخر رؤساء الحكومات الإيرانية في عهد الشاه محمد رضا بلهوي في سنة 1980. وقد فشلت تلك العملية التي جرت في قلب باريس، واعتُقل أنيس مع رفاقه، وبدأت مرحلة جديدة في حياته هي مرحلة السجن الذي طال عشر سنوات، علمًا أنه حُكم بالمؤبد.
وتطرق أنيس في مذكراته، إلى تجربته في السجون الفرنسية التي امتدت لعشرة أعوام، وسفره إلى إيران وتونس، ونشاطه السياسي والإعلامي بين طهران وبيروت ودمشق وبغداد.
يذكر أن النقاش توفي يوم الاثنين 22 شباط عن عمر ناهز 70 عاما في مشفى هشام سنان في العاصمة السورية دمشق، إثر إصابته بمرض فيروس كورونا.