غزة -الحدث
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيير كراهينبول، "إن أكثر اللقطات التلفزيونية إثارة لن تستطيع بشكل مناسب التقاط عمق الخوف واليأس في قلوب سكان غزة الذين يواجهون مرة أخرى الموت والدمار والتشريد".
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في مدرسة تابعة للوكالة بمدينة غزة، اليوم، "آلاف الأمهات والآباء ليس لديهم إجابات لأسئلة أطفالهم حول سبب اهتزاز بيوتهم تحت وطأة قوة القصف التي لا هوادة فيها"، مؤكداً أنه يجب أن نكون حذرين حيال التعداد اللامتناهي لأرقام الضحايا".
وشدد على أن الشهداء والجرحى في غزة ليسوا مجهولين، وخلف الأرقام تقبع مصائر أفراد عديدين تم تمزيقهم إربا، "إن الفلسطينيين ليسوا أرقاما.. إنهم مثل البشر في العالم لديهم نفس الآمال والتطلعات لمستقبل أفضل لأطفالهم".
وقال كراهينبول، إن "القطاع يعيش ظروفا دراماتيكية للغاية، كنا نأمل عدم حصولها مجددا، وإن سكان القطاع بمن فيهم لاجئين يعيشون معاناة كبيرة، والكثير منه خسر حياتهم".
وأضاف أنه قدم لقطاع غزة، للاطلاع مُباشرة على الوضع الناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ورافق كراهينبول في زيارته لغزة، منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطيني جيمس راولي، ووفد أممي رفيع.
وتجول الوفد في مدرسة غزة الجديدة التي لجأ إليها المئات من المواطنين القاطنين في أقصى الشمال الغربي من قطاع غزة، بعد أن ألقت الطائرات الإسرائيلية بيانات طالبتهم بضرورة إخلاء تلك المنطقة ايذاناً ببدء اجتياح بري.
وعبر كراهينبول عن شعوره بالقلق والتأثر جراء تصاعد العنف في قطاع غزة، جراء الخسائر البشرية والمادية المدمرة التي يتكبدها المدنيون، بمن فيهم لاجئون فلسطين.
ولفت إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أن النساء والأطفال يشكلون عددا ملحوظا من عدد الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية، وأن الأطفال الذين قتلوا أكثر من الربع تقريبا، وهناك من ذوي الاحتياجات الخاصة هم أيضا من ضحايا هذه الهجمات".
وأوضح أن قيام الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية مكثفة قد يمتد إلى توغل فعلي في غزة، وهذا سيؤدي إلى زيادة عدد المدنيين الذين يتأثرون من هذا النزاع، مبينا أن الصواريخ ما زالت تنطلق من قِطاع غزة إلى البلدات الإسرائيلية.
ودعا الحكومة الإسرائيلية، لوضع حد لهذه الأعمال التي تُخالف القانون الدولي، موصياً بضرورة وقف استهداف المدنيين "وإن لم يستعاد الهدوء فإن أعداد الضحايا ستصبح أمراً لا يطاق وغير محتمل أكثر وأكثر".
وقال "إن أقصى درجات ضبط النفس والإجراءات الاحترازية يجب ممارستها من أجل تجنب إيقاع المزيد من الضحايا وزعزعة الاستقرار بشكل عام".
وطالب كراهينبول، كل الأطراف باحترام القانون الدولي، وحماية السكان المدنيين، ووضع حد لإطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل.
وأوضح أن 47 حادثاً تعرضت لها مؤسسات الأونروا وتضررت بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ نهاية عام 2008، مشددا على أن "حيادية مؤسساتنا يجب أن تحترم بحسب القانون الدولي".
وقال إن "أوضاع الناس المتدهورة في غزة أصبحت غير قادرة على التحمل، فالحصار غير الشرعي خلق بطالة غير محتملة، المياه الجوفية في غزة ستنفذ وتجعل المكان غير قابل للحياة".
بدوره، أكد راولي، أن الهجمات لا يجب أن تكون موجهة إلى أهداف مدنية، بما في ذلك البنية التحتية والأماكن التي تدعهما الأمم المتحدة، أو التي تديرها.
وقال راولي إن "القلق الكبير هو حول أمن هؤلاء المدنيين بغض النظر عن مكان تواجدهم، ونداؤنا الأول يكون بالعودة إلى هدوء ووصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والحيلولة دون وجود خسارة أكبر في الأرواح".