الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات
أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا في ذكرى ميلاد الشهيد الأديب غسان كنفاني جاء فيه:
" على سنوات البقاء والشهادة أن تعترف لنسور النار في عاليات الجرمق قبل انبلاج الصباح القريب رغم أمد العتمات الصاخبة أن الشهيد إذا ما كتب بالدم صار اللغة التي لا تموت، والميلاد الخالد رغم الغياب المحتال، أو صار غسان كنفاني العصي على انحراف الذاكرة وانحياز الضباب في الرؤى والرؤيا.
غسان كنفاني الميلاد؛ من نزف غير قابل للتهدئة باقٍ في بحرنا كأنّه النورس الحارس للضوء، كأنّه الحجل قارع أجراس العودة فوق تلال الكرمل، وأشجار النور في بلد تمرر المستحيل من خيوط العزائم الصافية، غسان الذي لا يغيب عن حواضر التاريخ، ولا يتستر بقصب الماء في غابات الأزمات، بل هو الطليعة الظاهرة، في فيلق الكلمة المواجهة، وهو سهم الضمير الصائب في منازلة الخلاص، لا فوت بموته لدوره السرمدي، ولا تجاوز لحبره في نهر الرجوع إلى عكا.
الميلاد الأخضر رغم تواضع عداد العمر، ورغم سجل تواري الجسد، الذي أجج الفكرة الخالدة، منذ ( موت سرير رقم 12) نعم اليوم هي مأساة وغدًا سنقول عنها أنها كانت مغامرة، ولن نتجرأ على موعودك رغم جرأة الألم، وغائرات الجراح، فالريح إن كسرت يباس الأودية، تبقى بذورها لنضرة الصبح المدلل في جرار الصبر ومديح الرايات.
لن تتركنا صنانير إبداعك خارج بحيرتك الواسعة، لطالما بقينا على موعد مع ( أرض البرتقال الحزين)، وصيحات ذراري المواعيد البيضاء على خطوات الغدوات بالجوار، لن نكون خصيان القطيع في مسيرة الخلاص، ولن نكون غيرك لناطقات البيان الثري بما تستحق؛ والرفاق الشهداء.
لا هي سدود المشاهدة، ولا الدهور على تكرارها لنسيانك، بل هي عماد دهورنا أنك قارع الأجراس في مدائن هزمت الصحاري الجحاف، ونمضي مع العاديات فجرًا والخيل على سروجنا للأمام وظهورنا للمنفى، فجسرنا لم يعد باتجاه البرد والبراري الناشفة يا غسان، جسرنا سهمه باتجاه القلعة الأولى؛ الوطن الممهور بدمك ودماء الغزلان.
لا غيابك الطويل سيهزم (العائد إلى حيفا)، و حتمًا ( أم سعد) ستفكك المخيم للضواحي الواسعة، وللهواء العابر إلينا من بساتين تحتضن شقائق النعمان، لنعلي ( العاشق) والبيارق الباشقات تحمي سمواتنا من زغاريد النصر في يوم ميلادك لتكتب لنا من لسان الحر كيف نستعيد الأقمار المضيئة لآبار تسهر قرب أرجوحة البقاء.
عشت وكتبت نضالك على أوراق الدفلى، وأعطيت من أوردتك صبغة لون الفداء مسارًا للحالمين باكتمال البدر الوطني الأكبر.
نم كما شاء لك الغياب، وما يشاء فينا غير المضي قدمًا نحو مبتغاك والشهداءُ أئمة الورى، إلى خلاص أقرب من حبل الوريد".
من يكتب يقاوم ..ومن يقاوم ينتصر
بالدم نكتب لفلسطين