الحدث- محمد مصطفى
فوجئ الصيادون لدى دخولهم بحر مدينة خان يونس، جنوب غرب قطاع غزة، بمرور أسراب من أسماك القرش المعروف محلياً باسم "كلب البحر"، وراحوا ينشرون شباكهم وشراكهم لصيد أكبر عدد ممكن من تلك الأسماك الكبيرة والشهية.
خيرات بالجملة
وما هي إلا ساعات صارع فيها الصيادون الأسماك العملاقة، حتى بدأت المراكب تعود مثقلة بحملها، وعلى متنها اسماك متعددة الأشكال والأحجام، وتهافت الباعة والتجار لشرائها بأسعار عالية، لبيعها في أسواق القطاع.
وبدت السعادة واضحة على وجوه معظم الصيادين، سواء ممن نجحوا في صيدها أو غيرهم، آملين بأن يكون ذلك باكورة موسم مميز، وأن تشهد الفترة المقبلة وصول مزيدا من تلك الأسماك، التي تعتبر لحومها الأشهى والأغلى ثمناً.
ويقول الصياد يوسف أبو سرحان، إن فصل الربيع من أكثر فصول العام خيراً بالنسبة للصيادين، وأسماك "كلب البحر"، من أفضل وأجود الأسماك التي يتم صيدها خلاله، ولحومه شهية مرتفعة الثمن، والصياد الذي يحالفه الحظ ويصطاد واحدة أو أكثر منها يعتبر نفسه وقع على كنز.
وأوضح أن المشكلة في تلك الأسماك أن مروها عادة ما يكون مفاجئ وقصير، فهي تسير في أسراب صغيرة، وعميلة صيدها شاقة، نظراً لقوتها ومقاومتها للصيادين.
وأكد أن الصيادين رفعوا من درجة استعدادهم، وتأهبوا، فصيد باكورة تلك الأسماك ينبئ ببدء وصولها، لذلك فالجميع يتأهب لصيدها.
وشدد أبو سرحان على أن هيجان البحر وارتفاع الأمواج حالياً، الحالي يساعد في جلب الأسماك المهاجرة للشاطئ، وثمة توقعات بخير وفير بعد انتهاء العاصفة المحدودة، وعودة البحر للهدوء من جديد.
بدايات مبشرة
أما الصياد محمد النجار، فأكد أنه وبعد فترة شح للأسماك، جاد البحر بخير وفير وهدايا للصيادين، عوضت معظمهم عن فترات الجفاف والقحط.
وأكد أنه حظي بثلاث سمكات كبيرة، باعها فور وصوله للشاطئ، وعاد إلى منزله بثمنها، ليلبي احتياجات أسرته، ويكمل صيانة قاربه وشباكه.
وأشار النجار، إلى أن ثمة الكثير من الوقت أمام الصيادين لاستغلاله، وعليهم شحذ الهمم، والاستعداد والمواظبة على دخول البحر، خاصة في الأوقات المظلمة، التي يكون فيها القمر مختفياً أو صغيراً، وهي أوقات مثالية للصيد.
وتهافت الباعة والتجار إلى شاطئ البحر، بحثاً عن اسماك القرش أو الوطواط، وانتظر بعضهم مراكب الصيادين علها تعود مثقلة بحملها.
أما تاجر الأسماك علي صبح، فأكد أن الأسواق متعطشة لكافة أنواع الأسماك الطازجة، لاسيما القرش والوطواط، التي تصل شواطئ غزة في مواسم قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين أو الثلاثة.
وبين صبح أن هذه فرصة مثالية للتجار، كي يشتروا الأسماك لبيعها على المواطنين، لذلك فهو يقضي ساعات يومياً على الشاطئ، أملا بأن يصدف اسماك جيدة ورخيصة تحقق له أرباح عالية.