الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

روسيا ما قبل بوتين (4)| بقلم: د. سامر العاصي

هل كان الرئيس عميلا؟

2022-04-20 09:18:18 AM
روسيا ما قبل بوتين (4)| بقلم: د. سامر العاصي
د. سامر العاصي

في الأسابيع الأخيرة من عمر الدولة السوفيتية، قام كبير مساعدي النائب العام للاتحاد السوفيتي برفع شكوى ضد رئيس الاتحاد السوفيتي "غورباتشوف"، بتهمة الخيانة العظمى.

في بداية عهده، أعلن "ميخائيل غورباتشوف"، في جلسة عشاء غير رسمية، مع بعض القادة السياسيين ومارشالات الجيش السوفيتي، أن بعض الدراسات لديه تشير إلى أن "روســيا" سوف تصبح بعد ثلاث سنوات فقط، أغنى دولة في أوروبا!... إن هي تخلت عن الاتحاد السوفيتي!؟ حتى أن "لقمة" العشاء توقفت تماما في "حلوق" مارشالات الجيش الأحمر، و"حلوق" جميع المجتمعين وسط دهشتهم واستغرابهم لما سمعوه بآذانهم من رئيسهم الذي ظنوه مازحا.

ولم يعلن صاحب البيت من وضع له تلك الدراسة!

والغريب ذكره أن "غورباتشوف" صرح، في البرنامج التلفزيوني (غورباتشوف في ضيافتنا) يوم 1 ديسمبر 2008، بأن انهيار الاتحاد السوفيتي قد تم، لأن "روسيا" أرادت ذلك!!!

ويأتي الجواب "المختصر"، عن التساؤلات الجمة، حول حقيقة سياسات العهد "الغورباتشوفي" ومساراته من فم "غورباتشوف" نفسه حين صرح يوم 24 ديسمبر 1991، في مقابلة صحفية، مع جريدة "الأزفستيا  (الأنباء) السوفيتية الحكومية (أي قبل 24 ساعة فقط من الإعلان الرسمي عن انهيار الاتحاد السوفيتي واستقالته من منصبه)، قائلا:-

  • لقد أتممت اليوم أهم عمل في حياتي!.

كما أن الرجل، صرح أثناء زيارته إلى تركيا، عام 1999، في محاضرة له في الجامعة الأمريكية، في مدينة أسطنبول، قال فيها:-

  • لقد كان هدفي طيلة حياتي، هو هدم الشيوعية!، مضيفا بأن العالم سيكون أفضل بدون الشيوعية. 

والغريب أن "غورباتشوف" ظل صامتا دون أي تعليق حول ما نشر عنه من تعليقات حتى شهر حزيران 2009! حين أعلن الرجل تكذيبه لما نقل عن لسانه في أسطنبول قبل عشر سنوات؟ (ولم تؤكد جامعة أسطنبول هذا التكذيب).

وقبل ثلاثة أيام فقط من احتفال الرجل بعيد ميلاده الثمانين، وأثناء حديث "غورباتشوف" في لقاء تلفزيوني، وعلى الهواء يوم 27 فبراير 2011، مع الصحفي اليهودي الشهير "فلاديمير بوزنار"، قال وبالحرف الواحد:-

  • بأنه، لو لم تتم التغييرات الجذرية التي قُمت بها في القيادة السوفيتية، وما صاحبها من تغيير  في السياسة الخارجية السوفيتية للتخلص من الترسانة النووية.. وعندها، قاطع الصحافي ضيفه قائلا:-

  • أي أنك لعبت دورا مهما في ذلك؟... وجاء رد الضيف:-

  • ليس هناك أي داع للخجل! لقد كانت الأمور جدية جدا… نعم… نعم!

وفي الثاني من آذار احتفل "غورباتشوف" في موسكو بعيد ميلاده الثمانين داعيا جميع أصدقائه المخلصين إلى الاحتفال معه رسميا في لندن يوم 30 آذار، في قاعة البرت الملكية، حيث شاركه الفرحة والحفل، أشهر الممثلين والفنانين منهم (شيرلي بيسي، ارنولد شفارتسنغر، بول انكا، شارون ستون، كيفن سبيسي) كما أن صديقه المقرب، شمعون بيريس، جلس إلى يمين صاحب الحفل. وغنى الجميع للرجل أغنية أعياد الميلاد الشهيرة (هابي بيرذداي...تو.... "غوربي).

ومن الطريف ذكره، أن أغنية روسية ذات لحن جميل أيضا، أطلقتها إحدى فرق الغناء الموسيقية الشابة في موسكو بمناسبة عيد ميلاد الرجل الثمانين، اسمها: (يا خائن… يا خائن).

يذكر أن الرجل حصل على أكثر من مائة وسام وميداليات (ومعهم أموال) من مختلف الدول الأوروبية.

إضافة إلى حصوله على وسام النصر الأمريكي لدوره في "النصر الأمريكي" على "الحرب الباردة" التي دارت ضد "بلاده".

وحصل "غورباتشوف" على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "بار إيلان"، في تل أبيب، إضافة إلى وسام "نجمة البطولة" من جامعة "بن غوريون" الإسرائيلية أيضا.

وفي تلك السنين كان فلاديمير بوتين شاهدا على ما كان يحدث في وطنه.