الحدث - محمد مصطفى
لم تفلح تطمينات وزارة الزراعة بغزة، في تبديد مخاوف وقلق مزارعي ومربي الدواجن، من مخاطر مرض "أنفلونزا الطيور"، الذي أعلن عن ظهوره مؤخراً في إحدى المزارع في مدينة خان يونس.
فالمرض الذي عاد للقطاع بعد غياب نحو تسع سنوات، خلف حالة من القلق والارتباك في صفوف المزارعين، ودفع بعضهم لتأجيل تربية دواجن في مزارعهم، خوفاً من نفوقها في حال وصلت الإصابة إليها.
ويقول المواطن ياسر زكي، الذي تمتلك عائلته مزرعة لتربية الدواجن اللاحمة، إنهم كانوا انهوا استعداداتهم لجلب فوج من الدجاج وتربيته في المزرعة، لكنهم توقفوا عن ذلك فور علمهم بوصول المرض المذكور للقطاع.
وأكد زكي أن كلفة التربية عالية، والأسعار متذبذبة، لذلك فإن المربين يترددون في الوضع العادي في تربية أفواج جديدة، فما بالنا إذا وصل مرض خطير مثل "أنفلونزا الطيور"، فإصابة المزرعة به ونفوق الطيور أو إعدامها، يعني أن المزارع لن تقوم له قائمة بعد ذلك.
وأوضح أنهم قرروا التريث، والانتظار لحين الاطمئنان تماماً لانتهاء المرض، وعدم تشكيله أية مخاطر على مزارع الدواجن، متمنياً عدم تطور الأمر، وان تبقى العملية محصورة في المزرعة التي سبق وأعلن عن اكتشاف المرض فيها.
أشار إلى أنهم يعودوا للتربية بعد استقرار الوضع، والإعلان عن انتهاء المرض.
وتعدت المخاوف كبار المربين، ممن يمتلكون مزارع كبيرة، ووصلت إلى مربي الدواجن المنزلية، خاصة ممن يمتلكون مزارع صغيرة، يعتاشون من ورائها.
وأكد المواطن أحمد أبو مرعي، ويمتلك عدة حظائر لتربية الدجاج والحبش والحمام، إن المرض إذا وصل إليهم فسيلحق بهم ضرر كبير، ويمنع عنهم مصدر دخل يعتاشون منه.
وأوضح أبو مرعي أن المشكلة تكمن بأنه في حال اكتشف المرض في مزارع كبيرة وأعدمت الدواجن، فهؤلاء المربون يتلقون تعويضات من الجهات المعنية، لكن هو وأمثاله من صغار المربين لا يعترف بهم أحد.
وأشار إلى أن الدواجن المنزلية وإنتاجها من البيض واللوم يعتبر مصدر دخلهم شبه الوحيد، متمنياً أن لا يصيبها مكروه، وينتهى جود المرض من غزة.
وكانت كل من بلدية خان يونس، ووزارة الزراعة في قطاع غزة، أعلنتا عن وصول مرض "أنفلونزا الطيور" رسمياً للقطاع قبل عدة أيام، وأن طواقمها أعدمت نحو 800 دجاجة، في مزرعة ثبت إصابتها بالمرض.
وكان مدير الخدمات البيطرية في وزارة الزارعة بغزة الدكتور زكريا الكفارنة، أكد أن قطاع غزة خال من أي بؤر جديدة لمرض انفلونزا الطيور، بعد إعدام مئات الطيور التي ظهر بها المرض في خان يونس قبل عدة أيام.
وأضاف الكفارنة في تصريح لـمراسل"الحدث"، الزميل عيسى محمد، أن الوزارة بدأت في حملة توعية وإرشاد مكثفة، تستهدف مزارعي الدواجن والطيور في قطاع غزة، لتعريفهم بالمرض ومخاطره، وكيفية التعامل معه واكتشافه.
وأوضح الكفارنة أن الخطر الحقيقي للمرض يأتي من الطيور التي تربى في المنازل "البلدية" وليس من خلال الطيور التي تعيش في مزارع.