الحدث للأسرى
أكد نادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، أن سلطات الاحتلال تنفّذ عملية قتل بطيء بحقّ الأسير ناصر ابو حميد المصاب بالسرطان، والقابع في سجن "عيادة الرملة" بوضع صحيّ بالغ الخطورة، رغم حاجته الماسّة أن يكون تحت إشراف طبي في المستشفى.
وقال نادي الأسير، في بيان له، وصل بوابة الهدف نسخة عنه، إن "كافة المعطيات المتعلقة بقضية الأسير أبو حميد منذ أن اكتشفت إصابته بالسرطان العام الماضي وحتّى الآن، تؤكّد أن إدارة سجون الاحتلال نفّذت جريمة بحقّه على مدار السنوات الماضية وتصر على الاستمرار في استكمال الجريمة، عبر جملة من الأدوات الممنهجة التي تندرج ضمن جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، والتي أدت إلى وصوله إلى هذه المرحلة الخطيرة والحرجة".
وأوضح النادي، أنّ "هناك محاولات تجري على الصعيد القانوني للإفراج عنه، وذلك رغم ما أثبتته التجارب السّابقة أن المسار القانوني قلما أدى إلى الإفراج عن أسير مريض وصل إلى الحالة الصحية التي وصل لها ناصر اليوم، خاصة أنّه محكوم بالسّجن مدى الحياة".
وتابع أنّ "قضية الأسير ابو حميد الذي أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من 30 عامًا، بحاجة إلى تدخل على مستويات عدة قبل فوات الأوان"، ذاكراً أن "أبو حميد من بين 22 أسيرًا يواجهون الإصابة بالسرطان، وهم من بين 600 أسير مريض بينهم 200 أسير يواجهون أمراضًا مزمنة".
ودعا إلى تفعيل كافة الجهود الشعبية والفعاليات الوطنية لدعم الأسير ابو حميد وكافة رفاقه في سجون الاحتلال،
وولد الأسير ناصر أبو حميد في تاريخ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1972 في مخيم النصيرات في غزة، بدأت مسيرته النضالية منذ الطفولة، حيث واجه الاعتقال لأول مرة وكان يبلغ من العمر 11 عامًا ونصف، كما واجه رصاص الاحتلال وأُصيب بإصابات بليغة.
وتعرض للاعتقال الأول وذلك قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة شهور، وأُعيد اعتقاله مجددًا وحكم عليه الاحتلال بالسّجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليُعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، وأُعيد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.
وإبان انتفاضة الأقصى انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددًا، واُعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد سبع مرات و(50) عامًا وما يزال في الأسر حتّى اليوم.
كما واجه الأسير أبو حميد ظروفًا صحية صعبة جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال، حتّى ثبتت إصابته خلال العام الماضي بسرطان في الرئة، ومنذ ذلك الوقت والأسير أبو حميد يواجه رحلة جديدة في الأسر، أساسها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، واليوم يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا، حيث يقبع في سجن "عيادة الرملة".
وإلى جانبه أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، ثلاثة منهم اُعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم: نصر، ومحمد، وشريف، ولهم شقيق خامس اُعتقل عام 2018 وهو إسلام والذي يواجه كذلك حُكمًا بالسّجن المؤبد، و8 سنوات، وشقيق آخر شهيد وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994.
تعرضت والدتهم مرات عديدة للحرمان من زيارتهم عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، كما أنهم فقدوا والدهم خلال سنوات أسرهم، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات وكان آخرها عام 2019.