بلغت خسائر روسيا في أول عامين فقط من حكم الرئيس "بوريس يلتسين"، أكثر من 4 تريليون دولار! . وذلك بسبب السياسات الاقتصادية التي أُختيرت للرجل. ولكي تصدق ذلك، فقد وافق سيادته (مثلا) على بيع مصنع "زيل" الشهير لصناعة السيارات والشاحنات الثقيلة، بمبلغ أربعة ملايين دولار فقط! علما بأن قيمته الحقيقية كانت تعادل المليارات من الدولارات!!
وفي بداية عهده، تم بيع شركتيّ النفط والغاز الروسيتان العملاقتان، اللتان كانتا تشكلان 60% من ميزانية الاتحاد السوفيتي (وليس روسيا)، بعدة مئات ملايين فقط من الدولارات، لشركة "يواكس"، التي ترأسها اليهودي "خدراكوفسكي".
يقول نائب الرئيس، الجنرال "روتسكوي"، الذي شغل أيضا منصب "رئيس لجنة مكافحة الفساد":-
ذهبت إلى الرئيس "يلتسين"، وفي جعبتي، أوراق ومستندات، منها، على سبيل المثال:-
ضياع ثلاثة أطنان من الذهب، الذي تم نقله، بطائرة خاصة، إلى سويسرا (أقلعت الطائرة محملة "بالوثائق والأختام الرسمية" من موسكو ب 18 طنا).
بيع 5 ملايين طن من النفط إلى إحدى الجهات المجهولة! دون أي حسابات أو سجلات.
حصلت الحكومة الروسية على قرض من إيطاليا بقيمة 300 مليون دولار، خصص نصف المبلغ لشراء ساعات " تعلق في شوارع موسكو وسانت بطرسبرغ! ولم يرَ أي مواطن روسي أي ساعة على أي عمود في روسيا كلها.
مع انسحاب الجيوش الروسية، من دول "حلف وارسو" السابق، اختفى قطار عند دخوله الأراضي الروسية، بحمولته الكاملة، من معدات عسكرية وغير عسكرية.
ويضيف "روتسكوي"، بأن "يلتسين" قام فورا بإخبار من يهمهم الأمر من حاشيته، طالبا منهم العمل، وبسرعة، من أجل "طي تلك الملفات".
وانتشرت الرشوة والجريمة، وعم الفلتان الأمني جميع مناطق البلاد، وسيطر حكام الأقاليم كلٌ على إقليمه، حتى إن حاكم إقليم "ستافروبل" أراد أن يخلد نفسه، فقام ببناء نصب تذكاري لشخصه وسط المدينة!. وبنى حاكم إقليم "ساراتف" قصرا له ولعائلته، إضافة إلى اقتنائه طائرة خاصة وسفينة أيضا، حتى أنه طالب الحكومة المركزية بمنحه تراخيص لفتح "بيوت للدعارة" بشكل رسمي بعد أن كان ذلك جرما لا يغتفر لصاحب السؤال في العصر السوفيتي.
أما رئيس جمهورية مارييل الاتحادية، فقد قام بتعيين نصف وزراء حكومته من أصدقائه وزملائه من أصحاب السوابق الإجرامية. ولما كانت هذه الجمهورية لا تحوي نفطا أو غازا، بل تملك أحد مصانع منظومة الصواريخ (س.س 300) الدفاعية الاستراتيجية على أراضيها، فقد قرر الرجل وبسرية تامة، بيع المصنع بكامله، وبأسعار مخفضة جدا (تنزيلات)، إلى إحدى دول الشرق الأوسط دون الرجوع إلى الكرملين. وأصبحت الأقاليم تفرض رسوم مرور على المسافرين "الروس"، وعلى البضائع التي تمر فوق أراضيها!!
وهكذا وبعد أن تم خصخصة جميع مؤسسات الدولة، تناقص معدل الدخل القومي للمواطن الروسي 13 مرة عما كان في الزمن الشيوعي.
وسيطر اليهوديان، غوزينسكي، وبيريزوفسكي اللذان كانا يحملان الجنسية الإسرائيلية على الإذاعات والقنوات التلفزيونية الرئيسية وعلى أكبر شركتين إعلاميتين في البلاد. وأصبحت وكالات المخابرات الغربية والموساد، أهم مصادر أخبار ومعلومات تلك الشركتين الإعلاميتين المؤثرتين جماهيريا.
وأضحى 70% من اقتصاد روسيا في أيدي اليهود، بعد أن سيطر 7 رجال فقط على 50% من اقتصاد البلاد (منهم روسي واحد فقط)! وصارت "القطط السمان" أو "الأوليجارك" تحظى بنفوذ سياسي لا حدود له في الكرملين بعد أن كان تخيل ذلك، في العهد السوفيتي، ضربا من الجنون والمستحيل والخيال!
و تنازل "فخامته" للصين عن 2000 كم مربع، كادت الحرب، تندلع بين الدولتين عام 1969 بسبب جزيرة "دامانسكي"، التي كانت مساحتها (¾ كم مربع فقط).
وتنازل "سيادته" لليابان أيضا عن جزيرتين من أصل 4 جزر من جزر الكوريل، المتنازع عليها منذ الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، "صدق أو لا تصدق"، أن اليابان ترفض التوقيع على معاهدة السلام مع روسيا حتى اليوم بسبب تلك الجزيرتين المتبقيتين.
وانتشرت الاضطرابات، وتوقف الإنتاج، وعمت المجاعة أطراف روسيا التي كانت مزارعها تطعم 40% من سكان العالم كله.
وخصصت الدول الغربية لروسيا 20 مليار دولار كمساعدات "إنسانية" عاجلة وسط دموع الوطنيين الروس وغضبهم.
ومع انتهاء العصر "اليلتسيني"، صار احتياطي الدولة من الذهب يساوي "صفرا" دون جدال.
وهذا ما كان يراه "فلاديمير بوتين"، الذي أصبح احتياط الذهب في خزائن دولته في العام 2022 يساوي 5500 "خمسة آلاف وخمسمائة طن" من الذهب الخالص!