بعد انهيار الاتحاد السوفياتي التقيت بأمين عام الحزب الشيوعي السوفياتي غينادي زيغانوف قبل أن ينهار الحزب. سألته كيف انهار الاتحاد السوفياتي وعدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفياتي 15 مليون عضو.
أجاب بشرح أشار إلى الانتهازيين والمتسلقين والخونة والامتيازات التي تقدم لهم. وأشار إلى تكلس فكر القيادة وتخلف الإدارة وأشار إلى الكثير من الأسباب. ألخصها بنشوء أزمة ثقة بين القيادة السياسية والشعب. من أجل ذلك، التجربة انهارت
ولم ينهار الفكر. والخلل كان ينخر في جسد النظام وإدارته، والقيادة السياسية لا تريد الاعتراف بذلك، والأصوات التي كانت تطالب بإجراء عملية الإصلاح كانت تحارب ومبعدة، حتى جاء الانهيار الذي دمر كل الإنجازات التي تحققت في الحقب الزمنية السابقة.
سؤال في غاية الأهمية لا بد من طرحه، لماذا أدوات التغيير مغيبة، أي أن الظرف الذاتي لم ينضج بعد، مع أن الظرف الموضوعي للتغيير حاصل، إذن لماذا التغيير أو الإصلاح غائب؟.
والجواب عليه يحتاج إلى شرح طويل وتفسير عميق للحرب النفسية التي مورست على شعبنا. أريد أن أشير إلى
جزء بسيط من الحقيقة من خلال سؤال، لو سألنا عاملا من عمالنا أن يستغني عن تصريحه الإسرائيلي للعمل، وأن يعمل في بلده، جوابه المعروف لي ولكم وهو الرفض.
رفضه بالتأكيد له أسباب كثيرة منها عدم توفر البديل.
جوابه يشكل جزءا بسيطا من نتائج الحرب النفسية والاقتصادية التي مورست على شعبنا.
أريد أن أسأل هذا السؤال؛ لماذا الآن شبابنا وشاباتنا يشترون البناطيل الممزقة الرثة؟ بينما سابقا كنا نشعر بالشفقة على من لبس بنطالا ممزقا ورثا وكنا نحاول مساعدته. الآن نذهب بإرادتنا نشتري البنطال الممزق وبأغلى الأثمان، لماذا؟.
(الجواب مشار إليه في دراسة لي تحت عنوان عبودية القرن الحادي والعشرين)
بالتأكيد البحث العلمي قادر على إيجاد الحلول.
والحلول يجب أن تكون مبنية على دراسة الوضع القائم وتحديد الجوانب السلبية والإيجابية ودراسة شتى البدائل أو التوصيات ودراسة إمكانية التغيير وأدواته.
فإذا كانت الدراسة تشير إلى التقهقر والتراجع فعلينا وضع الحلول وإذا الدراسة أشارت إلى حلول تصحيحية أو تطويرية يجب اعتماد الحلول الممكنة لأن ترك الأمور على ما هي هذا يعني أن نبقى في حالة سكون ننتظر فيها لحظة الانهيار المفاجئ الذي سيربكنا ولن يتيح لنا الوقت والفرصة لتوجيه التغيير نحو الأفضل. ووضعنا لا أرى فيه القدرة على التطور والتقدم إلى الأمام ولذلك علينا التفكير بكيفية تجديد الأدوات والمفاهيم والسياسات. لأن إبقاء الوضع على ما هو عليه هذا يعني تبديد إمكانات شعبنا واستهلاك القيم والمبادىء وإعاقة التطور والتقدم وإضاعة للوقت من عمر شعبنا دون مردود.