الأربعاء  25 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطبيب النرويجي الذي لا يغادر المستشفى في غزة

2014-07-14 10:03:30 PM
الطبيب النرويجي الذي لا يغادر المستشفى في غزة
صورة ارشيفية

 
الحدث- خاص
فور سماعه بالحرب على غزة ترك كل شيء وجاء لمساعدة الأطباء في مستشفى الشفاء، حاول المرور عبر معبر رفح، منعته السلطات المصرية، فجاء عبر معبر إيريز- بيت حانون وتوجه مباشرة للمستشفى، هو صديق الشعب الفلسطيني د. مادس جيلبيرت.
 
د. جيلبيرت، طبيب نرويجي وأخصائي تخدير ويرأس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج، وهو يعمل أيضاً أستاذا في طب الطوارئ منذ عام 1995، ويتمتع د. جيلبيرت بخبرات دولية واسعة في المواقع التي تجتمع فيها الأزمات السياسة والطبية والإنسانية، وقد قدم خدماته الطبية التضامنية مع الشعب الفلسطيني منذ سبعينات القرن الماضي.
د. جيلبيرت لا يُغادر مستشفى الشفاء في غزة، وعندما يذهب بعض الأطباء لأخذ بعض قسط من الراحة يجد هو بعض الوقت ليسأل عن غزة وأهلها وأحوالها وأحوالهم. هذا ما قاله عنه أصدقاؤه الأطباء الفلسطينيون.
عايش د. جيلبيرت معنا في غزة حربين وها هو اليوم يعاصر الثالثة.
 
وصل جيلبرت إلى غزة أول مرة في مهمة طارئة خاصة باللجنة النرويجية للإسعاف (NORWAC) مع الجراح إريك فوس (Eric Fosse) لدعم الجهود الإنسانية في مستشفى الشفاء خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008- 2009، وذلك في فترة منع فيها الصحافيون الأجانب من الدخول إلى القطاع. وفيما نقلت وسائل الإعلام الدولية أحداث النزاع عن بعد، حافظ جيلبرت على تواصله مع وسائل الإعلام النرويجية وبعض الجهات الإعلامية العالمية، مثل سي إن إن، هيئة الاذاعة البريطانية، هيئة الإذاعة الأمريكية، والجزيرة.
وعقب قصف سوق الخضار المركزي في مدينة غزة يوم 3 يناير، أرسل جيلبرت رسالة نصية قصيرة من هاتفه النقال لمعارفه في النرويج والعالم، موجها نداء استغاثة لكل من يقرأها أن يمررها يقول فيها:
"من د.مادس جيلبرت في غزة: شكرا لدعمكم. لقد قصفوا سوق الخضار المركزي في مدينة غزة منذ ساعتين. 80 جريحا و20 قتيلا. كلهم جاؤوا إلى هنا، إلى مستشفى الشفاء. يا إلهي! إننا نسبح بين الموت والدم ومبتوري الأطراف. الكثير من الأطفال. امرأة حامل. لم أرى أبدا شيا رهيبا كهذا. الآن نسمع الدبابات. أنقل القصة، مررها، أصرخها! أي شيء. إفعل شيئا! إفعل أكثر! اننا نعيش في كتب التاريخ الآن، كلنا!"
 
رد الفعل على رسالة جيلبرت أطلق تقارير حول العالم، وعشرات الإعلانات الداعمة للجنة النرويجية الفلسطينية.
 
وفي لقاء له مع قناة الجزيرة بعد خروجه من غزة، قال جيلبرت: "على الناس في غزة أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم، هناك العديد والعديد معهم على الرغم من أننا لسنا هناك الآن لكننا نحن معهم وعليهم أن لا يستسلموا، فلا تستسلموا فإن شعوب العالم الحر يتأملون في صبركم ويستمدون من قوتكم فإن استسلمتم فإن الشعوب من بعدها سوف تستسلم."
 
أما في هذه الحرب ولحظة وصوله إلى غزة أكد في شهادته من داخل مستشفى الشفاء بغزة بأن جل الإصابات التي يتم علاجها هي من المدنيين وأن أكثر من نصف الحالات التي تصل إلى المستشفى هم من النساء والأطفال وهذا يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني.