الحدث- محمد مصطفى
وسعت قوات الاحتلال من دائرة استهدافها وفتكها بالمزارعين، ممن تقع أراضيهم قرب مناطق التماس، خاصة إلى الشرق من محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وباتت تستخدم وسائل وطرق تلحق بهم أضرار على نطاق واسع.
فبعد إطلاق النار اليومي، وعمليات التجريف، وضخ المياه في باطن الأرض، لجأ الاحتلال لاستخدام أسلوب أكثر ضرراً، ويتمثل في رش مبيدات سامية وفتاكة، على طول الحدود الشرقية للقطاع، تركزت خلال الأيام الماضية في محيط
بلدات وقرى شرق خان يونس، ما تسبب في تلف محاصيل زراعية.
سموم تسقط من السماء
ويقول المزارع إبراهيم أبو عابد، إنه ومنذ عدة أيام تحلق طائرات إسرائيلية خفيفة على ارتفاعات منخفضة، فوق الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، خاصة خلال الساعات الأولى من الصباح، وتقوم برش مبيدات فوق الحشائش المنتشرة على طول الأسلاك الشائكة، وهذه المبيدات تتطاير وتصل حتى مسافات كبيرة داخل الأراضي الفلسطينية.
وأكد أبو عابد، أن المبيدات المذكورة تتساقط على مزارع البطاطا والبصل والفول الأخضر، وكذلك حقول القمح والشعير، فتتسبب في تلف وجفاف المحاصيل وموتها، وهذا ألحق ضرر كبير بالمزارعين.
أما المزارع محمود معمر، فقد اتهم الاحتلال بتعمد قتل الخضروات الفلسطينية، وهو أسلوب جديد لمحاربة المزارعين، من أجل دفعهم لإخلاء أراضيهم، وتركها، لتخلو الساحة لجيش الاحتلال، ويوسع المنطقة العازلة كما يحلو له.
ودعا معمر، المنظمات الحقوقية، لتوثيق الجرائم التي تركبها قوات الاحتلال بحق الإنسان والبيئة، ومحاولاتها قتل وتسميم المزروعات، خاصة وأن ذلك يعتبر انتهاك للقانون الدولي.
وأشار إلى أن المزارعين سيظلوا ثابتين في أراضيهم، مهما بلغ حجم التحدي، وتزايدت وتيرة الاعتداءات، فهم من افشل وسيفشل كل مخططات الاحتلال.
ومنذ انتهاء العدوان، بات الاحتلال يستخدم أساليب جديدة وخطيرة ضد المزارعين، ويوسع من دائرة اعتداءاته بحقهم، فإحدى هذه الأساليب، يتمثل بضخ كميات كبيرة من المياه في باطن الأرض بحجة محاربة الأنفاق، وسط شكوك
حول ماهية هذه المياه، التي قد تكون ملوثة أو مالحة من البحر، ما قد يتسبب في تضرر التربة والنباتات على مدار الوقت.
كما تطلق الدبابات في كثير من الأحيان قذائف حارقة، تتسبب في إحراق المحاصيل الجافة والناضجة، مثل القمح والشعير، اللذين اقترب موعد حصادهما، إضافة إلى أحدث أسلوب، وهو رش المبيدات السامة.
خطر كبير
من جانبه أكد المهندس الزراعي نزار الوحيدي، مدير عام الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة بغزة، أن الاحتلال يرش منذ مدة أدوية خاصة، تتسبب في قتل النباتات وجفافها، وهو يدعي أن ذلك يهدف إلى قتل وحرق أعشاب نمت على طول الحدود، لكشف المنطقة لسهولة مراقبتها، خاصة وأن الأعشاب تحجب الرؤيا، على حسب زعمه.
وأكد الوحيدي أن هذه المبيدات الخطيرة، وصلت مناطق زراعية واسعة، وألحقت ضرر كبير بالمزارعين، وكبدتهم خسائر فادحة، لافتاً إلى أن مثل هذه المبيدات يرشها الاحتلال باستمرار على الحدود الشرقية للقطاع، دون رقيب أو حسيب، ما يجعل المزارعين دائماً عرضة لمخاطرها.