الحدث- سوار عبد ربه
واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة.. وصلنا الآن إلى المحل الخامس في باب العامود، هناك حيث تواجد لـ 41 عاما أكبر مقهى في البلدة القديمة، لا بد أن هذا ما سيتبادر إلى ذهن المشاهد لمسرحية قهوة زعترة للفنان الفلسطيني حسام أبو عيشة، أن ينزل إلى باب العامود باحثا عن ذاك المكان الذي أغلق بقرار من الاحتلال وتحول اليوم إلى متجر لبيع الملابس.
في السادس عشر من أيار الجاري حاز المقدسي حسام أبوعيشة على جائزة أفضل ممثل عربي، ضمن الدورة الرابعة لمهرجان قرطاج الدولي لمسرح المونودراما الذي أقيم في العاصمة تونس.
وقال أبو عيشة لـ"صحيفة الحدث": مثلت فلسطين في المسابقة الرسمية عن مسرحية قهوة زعترة من تأليفي وتمثيلي وإعداد وإخراج كامل الباشا ومساعدة المخرج شادن سليم، ضمن مهرجان قرطاج الدولي الذي أقيم في الفترة ما بين 13-16 أيار.
وأضاف، أنه حصل على جائزة أفضل ممثل عربي، عن دوره في مسرحية قهوة زعترة، حيث وقع الاختيار على المقدسي أبو عيشة كأفضل فنان عربي، من بين 14 دولة مشاركة في المسابقة الرسمية.
وأكد أبو عيشة لـ"صحيفة الحدث"، أن الجائزة ليست مكافأة بقدر ما هي مسؤولية إضافية خاصة كفلسطينيين نحمل الفن الفلسطيني الذي يعبر عن آلام وآمال شعبنا، منوها إلى أن العرض كان مهدى من خلال البوسترات إلى روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة وكل من رحل من أجل القدس وفلسطين.
ووفقا لأبو عيشة لاقى العرض إقبالا كبيرا واستحسان اللجنة المكونة من 7 أشخاص بالإجماع، الذين بدورهم أكدوا أن المسرحية استطاعت أن تعبر عن الوضع الفلسطيني بشكل فني رائع.
وحول أسباب اختياره لمقهى زعترة دونا عن غيره من المقاهي القديمة، قال أبو عيشة إن ذلك يرجع لكونها أقدم وأكبر مقهى في البلدة القديمة، إذ افتتحت عام 1939، وأغلقت بقرار من الاحتلال عام 1979، كما أن والده "صالح" كان يعمل في المقهى في قسم الأراجيل، وكان حسام يرافقه في عمله ويساعده وأحيانا يعمل مكانه، لذا فإن العمل عرض قصصا في معظمها حقيقية، لشخصيات حقيقية محفورة في ذاكرة الطفل حسام.
وأدى الفنان المقدسي 21 شخصية في العمل بنفسه، بينهم 16 شخصية ذكورية و5 أنثوية، لمؤثرين في أحداث القدس التربوية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الذين كانوا زبائن في مقهى زعترة، من خلال تمثيل تعاملهم مع الوطن وانتماءاتهم وخدمتهم للناس، معتبرا أن هذه الأخلاقيات فقدناها في زمننا هذا بأيدينا، وأصبحنا متباعدين وقلت مسألتي الوفاء والعطاء، حيث أصبحنا نميل إلى الـ"أنا" بينما كانوا هم يميلون إلى الـ "نحن".
وحول سبب إغلاق المقهى قال أبو عيشة: لما يلعبه من دور سياسي حيث كانت الشخصيات الوطنية تجتمع فيه، وفيه تنظم الاجتماعات السياسية، والاجتماعية كالصلح والأمسيات الرمضانية وغيرها، وتحول المحل إلى مكان لبيع ألعاب الأطفال، واليوم هو متجر لبيع الملابس، يحمل الاسم ذاته والموقع ذاته.