استشهاد الصحفية
شيرين أبو عاقلة أعطى الحجم الحقيقي للشعب الفلسطيني، فجّر طاقاته وأطلق العنان لشبابه، ووحد صفوفه، ولفظَ العنصرية والطائفية، وأعاد المجتمع الدولي إلى الواجهة وعرى دَولة الغطرسة وتجاوزات جيشها وقياداته وجنوده وإعلامه..
صَمْتُ جسدها حقق ما لم تحققه كل خطابات القيادات..
وسقوط التابوت كان أقوى من سقوط العروش، حرك الرأي العام العربي والعالمي والمساجد والكنائس والمنتديات، أكثر من كل البعثات الدبلوماسية والسفارات..
كم شيرين وكم جسدا صامتا وكم سقوط تابوت نحن بحاجة لهُ اليوم، من أجل إنهاء انقسامنا وإعادة وحدتنا، وإحياء القِيم واللغة التي تفهمها المجتمعات الغربية، لغة الحريات وحماية حقوق الإنسان والمساءلة والديموقراطية..
حتى نقف بكل ثقة أمام العالم ومؤسساته ومنابره ومحاكمه الجنائية والدولية..
لنقول لهم نحن لسنا شعبا فاسدا وتجار قضية..
نحن اليوم جاهزون لحماية رواية شهدائنا وأسرانا، أُمناء على الأرض أوفياء لقضيتنا وحماةٌ لروايتنا التاريخية..
اليوم ونحن نحيي ذكرى النكبة الرابعة والسبعون نقول على القيادة أن تلتفت خطوة إلى الوراء لِتُدرك أن العَلَم ليس دولة وسيادة..
وأن الألقاب والرتب والرواتب والمخصصات والمواكب ليست دولة وسيادة..
وأن السفارات والوفود والبعثات ليست دولة وسيادة..
وأن التصرف بالأموال العامة المنقولة وغير المنقولة ليست دولة وسيادة..
وحين يضرِب المعلمون والأطباء والممرضون وتُغلق المدارس وغرف العمليات والعيادات..
إنها مظاهر فشل البدايات وإفلاس وانهيار للنهايات.