الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأسير زكريا الزبيدي: كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم

2022-05-21 08:12:00 PM
الأسير زكريا الزبيدي: كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم
الأسيير زكريا الزبيدي

 

الحدث للأسرى

تمكنت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، الخميس الماضي، من زيارة الأسير القائد زكريا الزبيدي، للاطمئنان عليه بعد اغتيال شقيقه داوود في مُخيم جنين قبل أسبوعين.

وقالت الخطيب في بيانٍ لها، إنّه "وبالرغم من القوة والصلابة التي يعيشها زكريا، إلا أن استشهاد داوود في هذه الظروف وهذا الوقت مصاب جلل، وكان اللقاء مليء بالمشاعر التي كشفت أن العلاقة بين الأسير والشهيد كانت علاقة روحية تكاملية".

ونقلت الخطيب على لسان زكريا: "سمعت بالراديو عن إصابة أخي داوود ونقله إلى مستشفى رمبام بحيفا فأيقنت أن وضعه خطير، وباستشهاده يُفتح صفحة جديدة من غطرسة وهمجية هذا الاحتلال، التي لن تزيدنا إلا قوة وتصميمًا على مواصلة المسيرة حتى الحرية والاستقلال".

وأكمل زكريا: "كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم، أبي استشهد وكنت في سجن جنين وسمعت ذلك في سماعة المسجد، وأمي استشهدت في معركة المخيم ودفنها الصليب ومن شدة المعركة لم نستطع الوصول اليها، وهي التي كانت تردد دائماً: الله يجعل يومي قبل يومك، وأخي طه دفنوه وأنا تحت حطام المخيم والبيوت المهدومة، واليوم داوود، ولم أستطع توديعهم جميعًا، ولم أتمكن من ممارسة طقوس العزاء، لا أعرفه ولم أجربه ولم أمارسه بشكلٍ شخصي".

وأضاف زكريا: "نحن نعرف هذا الطريق وما المصير، فيوم معركة مخيم جنين كل الاخوة ارتدوا الزي العسكري وتأهبوا للدفاع عنه، والشهادة مطلب كل فلسطيني حر وشريف، وما يعزيني هو أن داوود شهيد وما طلبه ناله وهذا فخر لنا، وذات يوم خاطبني شخص: "أنتم أولاد أم العبد"، نعم نحن أبناء الشهيدة، ولكي أتماسك وأبقى قوياً استعين بالقرآن الكريم".

وعاد زكريا للحديث عن استشهاد داوود: "المفارقة عند داوود أنه مارس حق العودة بجثمانه فاستشهد بذكرى النكبة، وحتى عندما أخرجوه من جنين، جسده كان رافضًا لموضوع الاحتلال واللجوء، فوجدوه بحيفا القريبة من قيساريا بلدنا الأصل، جثمانه مارس حق العودة وهذا أرجعني لدراسات أجراها الدكتور عبد الرحيم الشيخ "ممارسة العودة من خلال القبور"، وما يعزيني أنه جثمانه موجود بفلسطين، بأرضنا بحيفا، حيفا حلم أي فلسطيني بغض النظر إن كان حيًا أو ميتًا فالكل يتمنى أن يكون بحيفا، حتى جثمانه رافض فكره التهجير ويمارس بحق العودة لهذه اللحظة".

كما استذكر زكريا "داوود بقوته وصلابته وقلبه الطيب فمن لا يعرفه يجهله فهو الخشونة مع الحنية والطيبة والعدل، جزء كبير من اسمي هو أساسه، فهو كتيبة بحالها يعمل بدون ضجة، كان لي كالظل، وفي بسنوات المطاردة كنت أستغرب عندما أراه، فرغم حرصي الشديد على تحركاتي والاحتياطات الأمنية بأن لا يعرف أحد تحركاتي كنت أجده وعندما أراه فجأة أمامي أقول له "من أين خرجت؟ وكأنه ظل يمشي خلفي. وأتساءل هل كله راح"؟ لا أستطيع تصديق ذلك ولكن هذا قدرنا".

وبالرغم من المصاب الجلل، لم ينسى زكريا الحديث عن الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي وصفها بالصحفية الفلسطينية المنتمية، كما أرسل تعازيه لعميد الأسرى كريم يونس برحيل والدته التي صبرت ٤٠ عامًا، ولم يتحقق حلمها باحتضانه.