الحدث الصحي
أكدت منظمة الصحة العالمية أنه من الممكن السيطرة على تفشي جدري القردة، ووقف انتقال العدوى بين البشر، فيما قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وكالة الصحة الأوروبية)، اليوم الإثنين، إن خطر انتشار المرض على نطاق واسع "منخفض للغاية"، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة.
يأتي ذلك فيما سجلت عدد من الدول الأوروبية، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بفيروس جدري القردة، ليصل العدد الإجمالي لتلك الدول إلى 15 دولة.
وقالت المسؤولة عن الأمراض الناشئة لدى منظمة الصحة، ماريا فان كيرخوف: "نريد وقف انتقال العدوى بين البشر. يمكننا القيام بذلك في الدول التي لم يتفش فيها.. إنه وضع يمكن السيطرة عليه".
بدورها، أوضحت مديرة وكالة الصحة الأوروبية، أندريا أمون أن "معظم الحالات الراهنة ترافقت مع أعراض مرض خفيفة، وبالنسبة إلى العامة، فإن احتمال الانتشار منخفضة للغاية".
وأضافت أن احتمال انتشار الفيروس عبر الاتصال الوثيق بين أشخاص ذوي شركاء جنسيين متعددين اعتبر "مرتفعا".
وأعلنت النمسا، اليوم الإثنين، تسجيل أول إصابة بفيروس جدري القردة، لشخص يبلغ من العمر 35 عاما، وفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية.
وفي بيان، قالت متحدثة مؤسسة الصحة في العاصمة فيينا، نينا برينر كونغ، إنه تم حجر شخص يحمل أعراض الإصابة بالفيروس، وسط استمرار جهود تحديد الأشخاص الذين التقى بهم مؤخرا.
وحتى الآن، تم تأكيد أكثر من 80 حالة إصابة في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإسرائيل.
وفي إسكتلندا، تم تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس، بالإضافة إلى 20 حالة إصابة مؤكدة في المملكة المتحدة.
وقالت هيئة الصحة العامة في إسكتلندا في بيان، إن الفرد المصاب "تتم معالجته بما يتماشى مع البروتوكولات والتوجيهات المتفق عليها وطنيا".
وفي الدنمارك، أعلنت وزارة الصحة الدنماركية، اليوم، تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس لرجل عاد من رحلة إلى إسبانيا.
وقال وزير الصحة، ماجنوس هيونيكي في بيان: "لا تتوقع السلطات الصحية انتشار العدوى في الدنمارك، لكننا نتابع الموقف عن كثب للاستعداد لتطور محتمل في الإصابات".
وأفاد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض بأن أعلى معدل للإصابات حتى الآن تم تسجيله في البرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة، حسب الشبكة.
وأضاف المركز أنه على الرغم من أن الأرقام لا تزال منخفضة للغاية، إلا أنه يتوقع تسجيل حالات إصابة بالفيروس في عدد أكبر من الدول خلال هذا الأسبوع.
والأحد، أعلنت السلطات الصحية الإسبانية، تسجيل 31 إصابة مؤكدة بـ"جدري القرود"، فيما بقي 40 حالة أخرى قيد التحقيق.
وقال وزير الصحة بالعاصمة مدريد، إنريكي رويز إسكوديرو، في تصريح صحافي: "تم تسجيل 30 حالة مؤكدة بالفيروس، فيما تقوم السلطات المختصة بالتحقق من 40 حالة أخرى".
والسبت، أعلنت سويسرا، تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس لشخص سافر إلى خارج البلاد مؤخرا.
يُذكر أن وكالات الصحة العامة في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا والسويد، أكدت تسجيل عدد مختلف من الإصابات، وتم الإبلاغ عن أول حالة أوروبية في 7 أيار/ مايو الجاري.
وتظهر أعراض المرض على هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.
ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة الآفات الجلدية وقطرات الشخص المصاب، وكذلك استخدام الأدوات المشتركة مثل الفراش والمناشف.
ويعد جدري القردة أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالًا وفتكًا، كما أن أعراضه أكثر اعتدالا.
ويستمر المرض عادة مدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال فترة تتراوح من 5 إلى 21 يوما بعد الإصابة.
واكتشف جدري القردة أول مرة عام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.