الحدث- سوار عبد ربه
" 22 عاما أعلم أنهم كثر، لكننا على العهد، وأرواحنا ندفعها فداءً للوطن" كانت هذه كلمات الأسير أشرف نوفل من داخل الأسر صباح اليوم في ذكرى اعتقاله الثاني والعشرين، لنجله عاصف نوفل.
يقول عاصف لصحيفة الحدث: "والدي هو الأسير أشرف نوفل من سكان قرية دير شرف غرب محافظة نابلس، اعتقل بتاريخ 24/5/2001، واليوم يتمم عامه الاعتقالي ال22، لكنه باقِ على العهد، وعلى استعداد ليقدم روحه فداءً للوطن".
ظروف الاعتقال
يستذكر نوفل ظروف اعتقال والده، ويقول: "ظروف الاعتقال كانت صعبة جدا، حيث تم اقتحام البيت وتفجير الأبواب من قبل القوات الخاصة وجيش الاحتلال، كما قاموا بمحاصرتنا برا وجوا، واحتجاز أفراد العائلة أمام بوابة المنزل كرهائن، وفي حينها قاموا باعتقال والدي وعمي لؤي نوفل المحرر في صفقة وفاء الأحرار".
ويتابع: عاثوا في المنزل خرابا ونكلوا في العائلة، ثم اقتادوهما إلى جهة مجهولة".
"كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف فجرا، وعمري 4 سنوات ونصف، أتذكر فقط أنهم رفعوني وأوقعوني على الأرض دون رأفة بسني الصغير في حينها" يقول عاصف.
ويردف: "لحظات ومحطات أليمة عاشتها العائلة في ظل غياب الأسير أشرف عنها، بدءً من وفاة ابنته الكبرى، مرورا بمنسبات اجتماعية كثيرة، وصولا إلى وفاة والدته قبل أشهر".
ظن أنها ميتة .. بعد 4 سنوات تعرف على ابنته
وبحسب عاصف: "بعد 4 سنوات من اعتقاله، سمح للعائلة بزيارته للمرة الأولى في سجن "ايشل" ببئر السبع، في حينها سمع بكاء طفلة أحزنه حتى قال لزوجته من هذه الطفلة أعيدوها إلى أهلها، وهنا تعرف على ابنته "أفنان" التي اعتقل والدها وهي في عمر الستة أشهر".
ففي 23/1/2003، توفيت ابنته الكبرى، بعد صراع مع المرض، وكوسيلة للضغط والتحقيق، أخبروه ضباط المخابرات أن ابنتيه الاثنتين ماتوا، وظل والدي معتقدا أن الخبر صحيح، حتى زرناه للمرة الأولى وتعرف على أفنان.
وبحسب عاصف: "لحظات أليمة عاشتها العائلة في ذلك اليوم، حيث أخذ والدي يصرخ ويقول "عندي بنت عايشة الله أكبر" ما دفع أهالي الأسرى لترك أبنائهم والالتفات إلى عائلة نوفل والالتفاف حولهم".
ويتابع: اليوم أفنان تخرجت من الجامعة، وفرحها سيكون الشهر القادم، تخرجنا أنا وأختي من المدرسة والجامعة وكنا نتمنى أن يكون والدي بيننا في كل المناسبات، سيما عندما كنا أطفالا نشاهد الآباء يأتون لاصطحاب أطفالهم من المدرسة.
وفاة والدة الأسير أشرف نوفل .. آخر محطات الألم
وفي الثاني من كانون الثاني توفيت والدة الأسير أشرف نوفل، التي يقول عنها عاصف إنها كانت دائمة التشجيع له على العمل الفدائي وكانت دائما تغني له الأغاني الثورية التي تحفزه".
ويتابع: كانت هذه محطة أليمة جديدة في تاريخ العائلة وتاريخ والدي الذي لم يتمكن من وداع والدته.
في السياق ذاته: يقول عاصف عن أمه، زوجة الأسير أشرف نوفل: كما جدتي، أمي كانت عظيمة ليس فقط في تربيتها لنا، بل في جهادها، وكانت دائما تحيي ذاكرتنا الوطنية، وعلمتنا الصبر، وفي كل مناسبة كانت تذكر الوالد أمامنا، الأمر الذي أبقاه حينا فينا، كأنه موجود بيننا".
يذكر أن الأسير أشرف نوفل يقضي حكما مدته 40 عاما، بتهمة المشاركة في عمليات فدائية ضد المحتل مع كتائب شهداء الأقصى.