الحدث الفلسطيني
أعلن حراك المعلمين الموحد عن وقف خطواته الاحتجاجية بدءا من صباح غد الأربعاء، وذلك في بيان صدر عنه مساء اليوم وجاء فيه:
قال تعالى في محكم تنزيله : "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم
يقول الشاعر أبو تمام: قدْ ينعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ …. ويَبْتَلي اللَّه بعضَ القَوْم بالنعَمِ
الزملاء الكرام الأخوات الزميلات
بعد ما جرى في اليومين السابقين ورغم تحذيراتنا الكثيرة من مغبة خروج ممثلين للمعلمين، أو حتى مجرد تلبية دعوة أي جهة لحضور مؤتمرات تخص المعلمين؛ لما في ذلك من خطورة على الحشد والوحدة، إلا أن بعض المعلمين لم يرق لهم ذلك واستجابوا لبعض الدعوات في رام الله وغيرها، وكان ما كان من تفرقة وفرض واقعٍ مريرٍ على الجميع، وهنا نحمل المسؤولية لهؤلاء الذين لا يمثلون جموع المعلمين أولاً، وللمؤسسات التي تباكت على المعلم وعلى حقوقه وقدمت ما قدمت من فتات لقسم المعلمين على أنفسهم، ولكل معلم ومعلمةٍ ممن تخلوا عن سلاحهم الوحيد ( الإضراب) بشكل كلي ليخذلوا بذلك جموع المعلمين، فالفأس تبقى فأساً وإن كسرت قبضتها، ولكن لا بد أن توضع قبضة أقوى وأشد حتى يتسنى لها كسر أقسى الصخور، ومن هذا المنطلق وجب علينا كحراكٍ شريفٍ واقفٍ عند مسؤولياته في حفظ الوحدة والسلامة للمعلمين أن نعمم ما يلي :
أولاً: كل الشكر والتقدير لكم يا بناة المستقبل، يا منارة العلم والحق، يا مصدر الكرامة والعزة والإباء إذ تُزرع في أنفس النشىء من الأبناء، أنتم أنتم يا من صمدتم وحاربتم بكل ما أوتيتم من صبر لنيل حقوقكم، وحققتم ما حققتم من لحمة وتكاتف وصبر وجرأة، وكان أول إنجاز لكم تقزيم جلاديكم الذين تباكوا دهراً متظاهرين بأنهم يسعون لتحقيق حقوقكم، وأبعد من ذلك تحقيق جزء ضئيل من المطالب، ولكنه مرضٍ نوعاً ما في هذه الجولة.
ثانياً: لكي لا تتنصل الحكومة من مسؤولياتها التي أعلنتها، ولكي نستطيع تنفيذ وعدنا بالاستمرار بفعالياتنا بشكل أوسع وأشمل وأقوى في المستقبل حال الإخلال بذلك، نعلن تجميد الإضراب بجميع أشكاله في كافة مدارس الوطن حتى مطلع السنة الدراسية القادمة2023/2022 حماية لكم وحرصاً عليكم، ونتمسك بقرارنا بمقاطعة جميع إجراءات إغلاق العام الدراسي، ونرفض تعويض أيام السبت رفضاً قاطعاً، ونترك الاختيار لكم بخصوص المشاركة في التوجيهي من عدمه، فالحكمة تقول أن لا يحصد الجبان ثمار ثورة الشجاع، وأن لا يهان الشجاع ويعاقب نتيجة ترك الجبان له وحيداً مكشوف الظهر في مواجهة التغول والفوقية في التعامل.
ثالثاً: البدء الفوري بوضع استراتيجية جديدة للتمثيل في الحراك قائمة على التدرج بدأ من المدرسة … فالمديرية … فالمحافظة، مما سيتيح لنا التنسيق بشكل أفضل مستقبلاً عند عودة الفعاليات المطلبية تزامناً مع بداية العام الدراسي القادم، حيث سيكون هذا التشكيل هو نقطة القوة في حال تم التغول على أي معلم/ة مستقبلاً بأي عقوبة كانت.
رابعاً: لم يتبنى الحراك ما يسمى بمبادرة المؤسسات إلا بعد انشقاق المعلمين الذين صدمتنا عودتهم للدوام بعد خطاب متلفز لا يعني شيء على الإطلاق؛ ولكنه كما أسلفنا سابقاً نتج عن تصرفات فردية من بعض المعلمين لغاية في أنفسهم والله أعلم.
خامساً: يؤكد الحراك على أنه لن يتخلى عن ورقة المطالب وأن ما تم تبنيه من الحكومة ليس من المطالب فيه شيء، حيث سنعود لممارسة فعالياتنا النقابية إن لم يتم الإلتزام بتنفيذ المبادرة إضافة لكل ما تضمنه خطاب اشتية ضمن الآجال المحددة في المبادرة.
سادساً: نشكر أولياء الأمور والمجتمع ووسائل الإعلام وكل شريف ساندنا في هذه الجولة، ونقول لهم استعدوا فنحن بانتظاركم في الجولة القادمة وبهمة أكبر، ونقول للجميع أننا بكم نستمر حتى رفع نير الظلم عن المعلم، والذل لكل من خذلنا فما خذل إلا نفسه.
سابعاً: ستبقى صفحات الحراك على جميع منصات التواصل الإجتماعي مفتوحة وعاملة؛ لأغراض رص الصف وتجميع كل معلمي الوطن تحت مظلة ممثل رأيهم حراكهم الحر، حيث لدينا اقتراحات ومشاريع سنتدارسها معكم هدفها رفع قيمة المعلم وتحسين وضعه بعيداً عن الوزارة، حيث سيعلن عنها في حينه.
ختاماً نقول أن هذه الجولة بالنسبة للجميع قد أثبتت أنكم باستطاعتكم تمثيل أنفسكم بأنفسكم، وليس لأحد سلطة عليكم ولا يملك أحد التحكم بكم، حيث أنها حققت ما حققت بجهودكم لا بجهود الإتحاد وغيره من المتسلقين، ولا يصدقن أحد نفسه بأنه مثل المعلمين أو تكلم باسمهم سوى من عرف عن نفسه بأنه واحد منهم وليس ممثلاً لهم، حيث سنكون بانتظاركم كل باسمه ولقبه بداية العام الدراسي القادم، والسلام ختام، والله من وراء القصد.
عاشت وحدتنا النقابية الحرة حراك المعلمين الموحد 24- مايو - 2022