في فلسطين التي تملؤها التناقضات يحتفل العديد بنهايات مراحل دراسية والانتقال إلى مراحل أخرى بالحياة. نرى الأمل والبهجة في نظرات الجيل الشاب وما وراءها نظرات خفية لطموح وإيمان بأنفسهم حتى في ظل واقع غير عادل ومستقبل غامض.
تقودنا الحماسة للسؤال المتكرر، ماذا بعد التخرج؟ والعديد من الإجابات تحمل التردد في الخيارات أو حتى عدم المعرفة وترى أنه زرع في الجيل منهجية "العيش الآني" أي عند انتهاء المرحلة نفكر في التي تليها. وبتغير المشهد الدولي تجاه فلسطين وقضيتها، قد تكون الفرصة لإحداث بعض التغيير في قدرتنا كأفراد على التخطيط ورسم المسار المهني لبناء المستقبل المراد.
والتغيير يبدأ بخطى صغيرة لا بخطط كبيرة، أستعرض منها هذه الخطى الخمس:
- الاستكشاف، من أنت؟ ما هي صفاتك؟ نقاط قوتك، سواء في شخصيتك أو مهاراتك؟ بوجود إجابات لديك يمكنك انتقاء المهنة التي تتوائم معك. على سبيل المثال، هل أنا لحوح لإيجاد حلول للمشاكل التي أوجهها بالحياة؟ إن كانت الإجابة نعم، إذا أحمل صفة تجعلني أبدع في الوظيفة الإدارية.
- تعلم أن تكون مفاوضا بارعا، إن كنت تشعر بأن حقك مهضوم ولا تحصل على ما تريد دوما فعليك بتعلم مهارة التفاوض. ستحتاجها مع والديك، بروفسورك وأصدقاءك وبعد ذلك مع زملاء ومدراء العمل الذي تذهب إليه. التفاوض هو براعة المساومة لإيجاد أرض مشتركة ترضى بها مع الآخر وتصل إلى ما تريد في كل مرة.
- حضورك على منصات التواصل، لا تقلل من شأنها فهي بيتك ولكن نوافذه مفتوحة للجميع. نعرف أو نتعلم الكثير عنك لمجرد نشر صورة أو مشاركة لمقولة من صديق. نبني تصور عن الشخصية من نشاطها على المنصات لذا، يستوجب الذكاء في الاستخدام من أجل توظيف المنصات لصالحك أكثر وقد تكون المنصة إحدى الوسائل لرسم هويتك المهنية منذ البداية أي قبل حتى اختيار التخصص أو المسار المهني.
- تبنّى عادة وتعامل معها بعقلية عسكرية، الانتماء لذاتك مهم جدًا وتسهم العادات في بناء وترميم مفهوم الالتزام والانضباط لينعكس على كافة المناحي في حال تبنته الشخصية، مثل هذه العادات لا تنحصر في القراءة وممارسة الرياضة بل يمكنها أن تكون أي مهارة ترغب بها لتتحول إلى شغف يصعب التخلص منه.
- تخلص من فكرة العيش الآني بالتخطيط، فيها متعة غريبة أن تكون على دراية بما تود فعله الشهر القادم أو العام القادم ويجب أن يرتبط التخطيط بالنقطة الأولى فعليك معرفة نفسك جيدا. ومن ثم تعرف أين ستصل بحياتك المهنية. هناك من يقول أن التخطيط صعب في ظل المتغيرات الكثيرة من حولنا وبالرغم من صعوبة التخطيط إلا أن تواجد الهدف يساعد في كل مرة أبتعد بها عن خططي في العودة إلى المسار وإعادة ترتيب اختياراتي.
النجاح فيه لذه تدفعنا للمزيد، لذا لا تنتظر نجاحا مؤجلا مع نهاية مرحلة جديدة، على العكس، النجاحات تكون يومية عند اتباع هذه الخطوات وغيرها لبناء الشخصية المهنية التي تريد إذ تجد أنها تقودنا لنتائج فريدة حتما.