الثلاثاء  19 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في مكبات القمامة.. غزيون يبحثون عن الرزق

2015-04-20 10:10:21 AM
في مكبات القمامة.. غزيون يبحثون عن الرزق
صورة ارشيفية


 الحدث- هاني الشاعر

يُمسك الطفل حسين النجار (14 عاما) بيده الرقيقة قضيباً حديدياً صدءاً، وينبش به كومة قمامة عملاقة داخل مكب نفايات جنوبي قطاع غزة، بحثاً عن بعض قطع البلاستيك والنحاس التي يجمعها ويبيعها ليشكل عائدها مصدر رزق لأسرته الفقيرة.

وفور وصول شاحنات جمع القمامة إلى مكب النفايات، الذي يقع قرب السياج الحدودي بين شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وإسرائيل، يركض النجار إليها مسرعاً ليعتليها مع مجموعة من الأطفال ويبحثون عن كل ما يمكن بيعه بداخلها.
 
وعلى الرغم من الروائح الكريهة والدخان السام المنبعث نتيجة إحراق أجزاء من النفايات من جهة، وقسوة العمل وخطر مهاجمته من بعض الطيور الجارحة من جهة أخرى، إلا أنّ الطفل النجار لا يتخلف يوما عن عمله الذي يشكل مصدر رزق وحيد لأفراد أسرته السبعة.

ويبدأ النجار، الذي يقطن في بلدة خزاعة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، عمله منذ الساعة السادسة صباحاً ولا يغادر مكب النفايات حتى ساعة متأخرة من الظهر، يستخدم في يومه الطويل هذا عربة صغيرة تمكّنه من جمع قطع بلاستيكية ومعدنية يتراوح عائدها في اليوم ما بين 15 إلى 35 شيقلا اسرائيلي.
 
ولا يقتصر خطر عمل النجار على الروائح الكريهة والحشرات والقوارض التي تنتشر بكثافة في مكب النفايات، فقد تصيبه زخات الرصاص التي يطلقها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأبراج العسكرية التي تبعد عن المكبّ بضع أمتار فحسب.
 
وقال الطفل النجار للأناضول: "بدأت العمل في جمع قطع البلاستيك والمعادن من مكب النفايات قبل نحو أربع سنوات عندما كان عمري 10 أعوام، بسبب الأوضاع الصعبة التي تعيشها أسرتي، وكنت أفكر في تركه ولكن هدم الجيش الإسرائيلي لمنزل عائلتي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة أجبرني على مواصلة العمل."
 
ويضيف: "العمل فيه مشقة كبيرة، وأعاني من ألم كبير في ظهري، لكن ظروفنا الصعبة هي من جعلتني أترك المدرسة، وأعمل هنا لتوفير قوت لإخوتي ووالدي المريض ووالدتي الذين يعيشون في كرفان صغير بعد هدم منزلنا."
 
وعلى مقربة منه، جلس الكهل جودة النجار (46 عاما) ونجله زهير (16 عاما) إلى جانب عربتهما ليأخذا قسطا من الراحة بعد أن أنهكهما العمل وسط أكوام النفايات.
 
ويعمل النجار في جمع "كل ما يمكن بيعه" من النفايات منذ أكثر من 15 عاماً، ليوفر قوت لأفراد أسرته الأربعة، ونجله أمجد (22 عاما) المصاب بمرض مُزمن في صدره، والذي يحتاج لأدوية باهظة الثمن.
 
ويقول النجار للأناضول: " العمل هنا شاق جداً ونتعرض لمخاطر كبيرة ولكن لا يوجد بديل فالأوضاع الاقتصادية في القطاع تنحدر نحو الأسوأ في كل يوم".

ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فبراير/شباط الماضي، فإن معدل البطالة في غزة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بلغ 42.8 %، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل قرابة 194.7 ألف.
 
المصدر: وكالة الأناضول