الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

معبر رفح.. مائة يوم من الإغلاق المتواصل والمعاناة تصل ذروتها

2015-04-20 10:24:46 AM
معبر رفح.. مائة يوم من الإغلاق المتواصل والمعاناة تصل ذروتها
صورة ارشيفية
 
 

الحدث- محمد مصطفى

مضى أكثر من مائة يوم متواصلة على آخر مرة فتح فيها معبر العودة الحدودي برفح، المنفذ البري الوحيد مع العالم الخارجي لساكن قطاع غزة، دون أن يعلم المرضى أو العالقين موعداً لإعادة تشغيله.
 
وخلف إغلاق المعبر المستمر حالة كارثية في قطاع غزة، حيث يتزايد أعداد العالقين الراغبين في السفر يومياً، ويفقد مرضى حصلوا على تحويلات مرضية للعلاج في الخارج فرص النجاة والشفاء، ويموت آخرون، بينما يفقد عالقون لازالوا يقيمون قسراً في القطاع اقاماتهم وأعمالهم في دول عربية وأجنبية.
 
 

احتقان وانتقادات

وتسبب هذا الإغلاق الطويل في حالة إحباط واسع لدى المواطنين والنشطاء، فقد غردت الإعلامية والناشطة ميرفت أبو جامع، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وكتبت:"اليوم ماتت آية علم الدين أبو عاصي 27 سنة، كانت بحاجة إلى السفر عبر المعابر لإجراء عملية زراعة كبد عاجلة....كم من مريض من غزة ينتظره موتا ... حتى تتفق قيادته على إدارة المعابر... "
 
وانتقدت أبو جامع في حوار مع "الحدث"، وبشدة عدم الوصول لاتفاق ينهي مأساة غزة، ويفتح معبرها أمام العالم، فالناس في القطاع المحاصر يموتون وهم ينتظرون فتح المعبر.
 
وأشارت أبو جامع إلى أن الناس لا يهمها أي اعتبارات سياسية، أو نزاعات حزبية، فما تحتاجه فتح أبواب هذا السجن الكبير، وتمكين الناس من التنقل من وإلى القطاع بحرية، للعلاج والدراسة وأمور أخرى.
 
وأكدت أنها تنظر للمستقبل بشكل أكثر تشاؤما، وتشكك حول ما تحمله الأيام المقبلة من انفراجات، فالأفق يبدو سوداوي.
 
وبينت أبو جامع، أن آية حالة من آلاف الحالات المرضية، التي لا تستدعي حالتها التأخير، ويتم اكتشاف مرضها متأخراً، ناهيك عن جرحى الحرب على غزة، الذين تلقوا العلاج في المستشفيات المصرية وفي الدول العربية، وأجروا عمليات، وهم بحاجة اليوم للخروج من غزة، لاستكمال رحلة علاجهم، وإجراء عمليات جراحية أخرى.
 
فهؤلاء لا ذنب لهم فيما يحدث، في أروقة السياسة، كل ما يهمهم أن تشفى أوجاعهم من سقمها.
 
وشدت أبو جامع على أن السفر حق أنساني، والعلاج أيضاً، وليس من حق أحد حرمان الناس من هذا الحق، والمساهمة في ذبحهم .. على الجميع أن يتنازلوا عن حقهم في الاحتفاظ بالسلطة وبالكراسي، لإنقاذ حياة المرضى والطلبة المهدد مستقبلهم وحياتهم.
 
 

مستقبل مهدد

أما المواطن على أبو جميل، فأكد أنه يصل المعبر المغلق مرة أو مرتين أسبوعياً، في محاولة للحصول على أي معلومة تشعره ببارقة أمل، فهو محتجز في القطاع منذ أشهر، ومستقبله مهدد، وأضحى قاب قوسين أو أدنى من فقد عمله وإقامته في إحدى الدول العربية.
 
وأوضح أبو جميل لـ"الحدث"، أنه جاء بعد العدوان بثلاثة أشهر، لإنهاء بعض المعاملات، وزيارة ذويه، ولم يتخيل أنه سيعلق كل هذه المدة في قطاع غزة، ولازال ينتظر كغيره من العالقين، وسط مخاوف من التأثيرات الخطيرة لاستمرار إغلاق المعبر.
 
وبدا حال الطالب يوسف نصر مماثلاً، فهو الآخر لم يستطع العودة لمحل دراسته في إحدى الدول الآسيوية، وفاته فصل دراسي كامل، وبات مستقبله في مهب الريح.
 
نصر أكد لـ"الحدث"، أنه أنهى عامه الثالث في دراسة الطب، في إحدى الجامعات الأجنبية، وجاء إلى القطاع لحضور حف زفاف شقيقه، ورؤية أهله، في زيارة ظن أنها ستكون قصيرة، لكنه فوجئ بإغلاق المعبر، واحتجازه داخل سجن كبير اسمه قطاع غزة.
 
وأشار نصر إلى أنه بالكاد استطاع ومن خلال أصدقائه تأجيل الدراسة لفصل واحد، وفي حال لم يصل في الموعد المحدد لبدء دراسة الفصل القادم، قد يتعرض للفصل من الجامعة، ويفقد إقامته.
 
وناشد نصر الجهات المعنية، بالنظر إلى معاناته وغيره من العالقين، وفتح المعبر بصورة طبيعية لتمكينهم من السفر.
 
ومعبر رفح مغلق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، جراء استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، ومقتل عشرات الجنود من الجيش المصري على يد مسلحين متشددين، في هجمات تستهدف قوات الجيش هناك باستمرار.
 
وخلف استمرار إغلاق المعبر أزمة خانقة، حيث لازال عشرات آلاف الفلسطينيين عالقين في كلا جانبيه، بانتظار فتحه ليتمكنوا من السفر.