وطن ماضي: حكومة الاحتلال هشة وتحريضها ما هو إلا دعاية انتخابية
أحمد مصالحة: الجامعات تنحاز إلى طرف المستوطنين وتنكر ما هو مثبت من اعتداء على الفلسطينيين
ألين نصرة: الحركة الفاشية الطلابية قامت بالتهجم علينا وتعرضنا للاعتداء
الحدث- سوار عبد ربه
"يبدو أن الجامعات الإسرائيلية ستكون حلبة مواجهة كبرى، بعد أن أعلنت المؤسسة الصهيونية الحاكمة عدوانيتها العنصريّة متعدّدة الأذرع على الوجود الطلابي الفلسطيني فيها"، تلك كلمات مدير عام في تحالف "اتجاه – اتحاد جمعيات أهلية عربية" أمير مخول، في افتتاحية مقال بعنوان: "الطلاب الجامعيون العرب وخط المواجهة المحتدم" التي جاءت تحليلا للأوضاع التي شهدتها الساحة الأكاديمية في الداخل المحتل، خلال الأيام الأخيرة في مختلف الجامعات من الشمال إلى الجنوب.
ففي ذكرى النكبة الذي صادف الخامس عشر من أيار الجاري، نظم عشرات الطلبة الفلسطينيين وقفة إحياء للذكرى في ساحات الجامعات، تخللها رفع العلم الفلسطيني، وهتافات ثورية ووطنية، قوبلت بالقمع والاعتداء واعتقلت شرطة الاحتلال عددا من النشطاء، ليس هذا فحسب بل جرت حملات تحريضة ممنهجة من المستوطنين الطلاب، وكذلك من المستوى الرسمي الإسرائيلي على نشطاء في الأطر الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية.
في أعقاب تنظيم الطلاب الفلسطينيين تظاهرة في الحرم الجامعي، يوم الإثنين الماضي، لإحياء ذكرى النكبة، رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية؛ سعى وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى تقليص ميزانية جامعة "بن غوريون" في مدينة بئر السبع، بحسب ما أعلن، في تصريحات له، زاعما أن سلوك الجامعة يشكل "انتهاكا للقيم الجوهرية واليهودية التي يسعى القانون إلى حمايتها".
وتعقيبا على ذلك قالت عضو الجبهة الطلابية الذراع الطلابي للحزب الشيوعي في جامعة "بن غوريون"، وطن ماضي، لصحيفة الحدث، إن الوقفة التي جرت في الجامعة هزت كيان "الدولة" لأنه ليس مفهوما ضمنا أن ترفع الأعلام الفلسطينية في جامعة تحمل اسم "بن غوريون"، ونجاح الوقفة، شكل تهديدا لها، إلى جانب الكلمة التي ألقيت في تلك المناسبة التي احتوت على كلمة شهداء المقتبسة من قصيدة لمحمود درويش.
وتابعت: "الحكومة الإسرائيلية الحالية هشة، وخطواتها وتهديداتها ما هي إلا حملة انتخابية لكسب أصوات اليمين في الانتخابات القادمة، ولن ينفذ منها أي شيء، لكن في حال تم تطبيقها فهذا يدل على أن صوتنا قد وصل، وأن الحركة الطلابية لها وزنها وتأثيرها إلى الحد الذي أدى إلى توتر الأوضاع بين "الكنيست" وإدارات الجامعات".
وأضافت: "الحركة الطلابية تقوم بتغيير جذري في سياسات "الدولة" ومؤسساتها، وفي حال طبقت القرارات على أرض الواقع، ستكون "الدولة" في مأزق لأنها لا تستطيع التعامل مع الديمقراطية التي تدعيها".
في ذكرى النكبة قامت الحركة الطلابية في جامعة "بن غوريون" بنشر دعوات لوقفة وطنية في حرم الجامعة، والتقدم بطلب من إدارة الجامعة كي تسير الأمور في مسارها القانوني، وفقا لماضي، التي أوضحت أن الطلبة سعوا لتقليص الضرر المتوقع، سيما أن الجو العام في الشارع هو يميني متطرف، الأمر الذي أسفر عن صفر اعتقالات، وصفر عنف.
وتابعت: "رغم أننا التزمنا بالقوانين إلا أن الوقفة التي استغرقت نصف ساعة فقط، هزت كيان الدولة، ودفعت رئيس بلدية بئر السبع لاستنكار رفع الأعلام الفلسطينية ببيان تحريضي".
وأكدت الطالبة وطن ماضي، أن هذا ليس النشاط الأول للحركة الطلابية عامة والجبهة الطلابية خاصة، حيث تقام دائما الفعاليات الوطنية والاجتماعية، من خلال الوقفات والندوات واللقاءات، والمسرحيات وحلقات النقاش وغيرها، وذلك بهدف إحياء الذاكرة الوطنية، وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس الطلبة، بالإضافة إلى التأكيد دوما على أهمية الحركات الطلابية في الجامعات التي من شأنها إيصال صوت شريحة كبيرة من المجتمع.
وقامت الحركة الطلابية في الجامعة، بوقفة حداد على روح الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها جيش الاحتلال أثناء تغطيتها لأحداث مخيم جنين بداية الشهر الجاري، قبيل فعالية ذكرى النكبة بأيام، أسفرت عن اعتقال طالبتين، وتهجم المستوطنون على المشاركين في الوقفة بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، تطرقت عضو الجبهة الطلابية وطن ماضي إلى الحملات التحريضية التي يتعرض لها الطلبة الفلسطينيون في الجامعات، بعد الوقفات الوطنية التي جرت.
وقالت: "تعرضت لحملة تحريض من قبل الحركة المتطرفة "ام ترتسو" ونشر منشوراتي الخاصة، وتناولها في سياق تحريضي من خلال التهديد والشتم ورسائل خاصة تصلني على هاتفي".
وتابعت: "حملات التحريض هذه هي أسلوبهم الوحيد لمعارضة الوقفات الوطنية، لكننا نواجهها بالتعاون مع السياسيين العرب، والمحامين، بالإضافة لحملة دعم إلكترونية سنطلقها في الأيام القادمة".
وأردفت: "في جامعة "تل أبيب" تعرضت الرفيقة ألين نصرة لحملة تحريض مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي".
بدورها، استنكرت الجبهة الطلابية موجة تحريض اليمين المتطرف على الطلاب الفلسطينيين، خاصة الطالبة ألين نصرة، التي وزع ناشطو اليمين صورها أثناء تواجدها في نشاطات وطنية في إطار الحزب الشيوعي والجبهات الطلابية، مع تعليقات وعبارات عنصرية تحريضية.
وأكدت الجبهة الطلابية في بيانها، أن الرفيقة نصرة تلقت رسائل التهديد والاستفزاز من ناشطي اليمين.
واعتبرت الجبهة الطلابية أن التحريض هدفه ثني الطلاب العرب عن الحديث بالسياسة وخوض النشاط الوطني، وقالت: "نؤكد على عدم خوفنا من سياسة الترهيب والتحريض على ناشطي الجبهة الطلابية، وندعو إلى أوسع جبهة طلابية، تتصدى للعنصرية وداعمي الاحتلال والفوقية اليهودية في الجامعات.
وكانت شرطة الاحتلال ونشطاء يتبعون لأحزاب إسرائيلية قد اعتدت، على مجموعة من الطلبة الفلسطينيين في جامعة "تل أبيب"، أثناء وقفة في ذكرى النكبة.
وقالت عضو الجبهة الطلابية في جامعة "تل أبيب" ألين نصرة لصحيفة الحدث، إن الحركات الطلابية في الجامعة نظمت مظاهرة في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، تزامنا مع مظاهرة نظمتها حركة فاشية تدعى (ام ترتسو) داخل أسوار الجامعة.
وأضافت: قامت حركة "ان ترتسو" بالاعتداء على طالب فلسطيني أثناء مروره من جانبهم، دون أدنى مبرر لذلك، لتقوم لاحقا شرطة الاحتلال باعتقاله".
وتابعت: لاحقا استنفرت الحركة الفاشية والطلاب الإسرائيليون وتقدموا باتجاهنا وقاموا بالاعتداء علينا وتخريب الفعاليات التي نظمناها، بالإضافة لاعتقال الشرطة لشابين آخرين.
وشارك الطلاب الفلسطينيون في أعداد كبيرة في التظاهرة حاملين عشرات الأعلام الفلسطينية وأنشدوا نشيد "موطني" في افتتاحية الفعاليات.
في سياق متصل أوضح المحامي أحمد مصالحة، المتابع لعدد من الملفات التحريضية على الطلبة الفلسطينيين لصحيفة الحدث، أن ما يجري هو هجمة شرسة من قبل الطلاب المحسوبين على اليمين المتطرف، حيث يقومون بافتتاح مجموعات واتساب ويرصدون الطلبة الذين ينشرون أي منشور عبر صفحاتهم الخاصة، ويتداولونها بشكل تحريضي.
وقال: في جامعة "بيتسالئيل" تعرض الطالب إبراهيم غيث نهاية شهر آذار، لحملة تحريضية نتيجة تناول طلاب عنصريين لمنشور عبر صفحته الشخصية، ما أدى للتحقيق معه من قبل شرطة الاحتلال، وإبعاده عن القدس لمدة 15 يوما".
وتابع: "بعد عودته إلى الكلية تم التهجم عليه لفظيا من قبل الطلاب المتطرفين، بشكل همجي وعدواني كاد أن يتطور إلى اعتداء جسدي، وفي حينها تم التوجه إلى الكلية والاستفسار عما يجري مع غيث، التي بدورها أنكرت كل مقاطع الفيديو والصور، وعليه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية متقدمة أكثر ضد الكلية التي قررت أن تتحول من جسم موضوعي إلى جسم منحاز".
وبحسب المحامي: النشر الذي قام به الطالب إبراهيم غيث، لا يشكل أي خطورة سيما بعد أن حققت معه شرطة الاحتلال، التي تعتبر جهة تنفيذية، لم تصدر بحقه أي قرار سوى الإبعاد، كما أن النشر الذي قام به الطالب كان عبر صفحته الشخصية ما يعني أنه لم يحدث داخل أروقة الجامعة.
وتابع: "هذا الأمر يؤكد أنه ليس للجامعة أو الطلبة أي سلطة عليه بما نشر، وهذا يندرج قانونيا تحت بند حقه في حرية التعبير، في المقابل الطرف الآخر قام بما قام به من اعتداء لفظي داخل أروقة الجامعة التي ردت بالصمت".
وأكد المحامي مصالحة، أن ما يجري هو انحياز واضح للطرف الآخر، وتغطية على الحملة التحريضية التي تجري ضد الطلبة الفلسطينيين دون استثناء، منوها أنه حتى اللحظة لم يتم التوجه للمحكمة لكن كل الإمكانيات مفتوحة أمامهم.
وشدد مصالحة على أن الحق في التظاهر هو حق مكفول من قبل "القانون"، وكل مظاهرة هي قانونية في هذا السياق، وكل كلية أو جامعة لها دستورها بهذا الخصوص، منها من يمنع تنظيم المظاهرات إلا بعد استصدار تصريح منها، ومنها من لا تنص على بنود واضحة بهذا الخصوص.
وقال المحامي إنه في حالة كلية "بيتسالئيل" لم يكن الحديث عن مظاهرة بل كان الحديث يتمحور حول منشورات خاصة، دفعت الطرف الآخر للاستفراد بالطالب الفلسطيني وشن حملة تحريضية مستمرة ضده منذ شهرين إلى اليوم.
يذكر، أن الطالب إبراهيم غيث ليس وحده، من تعرض لمثل هذه الحملة بل هناك العشرات من الطلبة، من بينهم طالبة في كلية "مخلالا لمنهال" على خلفية منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى طلبة في جامعة "بار ايلان" وجامعة "تل أبيب".