الحدث- موسكو
أكد سفير دولة فلسطين لدى روسيا الاتحادية د. فائد مصطفى أن موسكو ستدعم أي مشروع قرار يمكن لفلسطين أن تتقدم به إلى مجلس الأمن الدولي، كما ستدعم توجه القيادة الفلسطينية نحو تدويل الصراع العربي - الإسرائيلي.
وقال مصطفى في لقاء خاص مع الأناضول معلقًا على الزيارة التي قام بها مؤخرًا إلى موسكو الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "الرئيس عباس يحرص على زيارة روسيا بشكل منتظم للتشاور مع الأصدقاء الروس، لقد حققت الزيارة الغرض المطلوب منها وكانت ناجحة بامتياز، ولمسنا تطابقا في وجهات النظر بين الطرفين حيال مختلف القضايا وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي".
وأضاف السفير: "تعلمون أن المرحلة السياسية صعبة ومعقدة، لا سيما بعد إعادة انتخاب حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بزعامة نتنياهو، الذي أعلن أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية طالما كان رئيسًا للوزراء، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وعليه فقد كان لابد من التشاور مع الأصدقاء الروس، وقد غادر الرئيس عباس موسكو مطمئنًا إلى الدعم الروسي لخياراتنا السياسية".
واستطرد السفير: "لقد تم خلال الزيارة توقيع ثلاثة اتفاقيات بين البلدين في مجالات الاتصالات والاقتصاد، والمالية، وهي اتفاقيات تضاف إلى اتفاقيات سابقة كثيرة بين الطرفين، وهو ما يرسخ عمق العلاقة والصداقة بين روسيا وفلسطين".
وحول انضمام فلسطين لعضوية المحكمة الجنائية الدولية وإعدادها لملفات بحق قادة إسرائيل وجرائمهم لتقديمها للمحكمة، قال مصطفى: "إن عضويتنا في المحكمة باتت نافذة منذ الأول من أبريل الجاري فقط، ومعلوم أن المدعي العام للمحكمة قرر من تلقاء نفسه فتح تحقيقات في جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبوشرت التحقيقات الأولية بالفعل، نحن كفلسطينيين شكلنا لجنة وطنية مكونة من قانونيين وممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية برئاسة الدكتور صائب عريقات من أجل دراسة الملفات التي سيتم تقديمها للمحكمة، وباشرت أعمالها بالفعل، هناك موضوعان يمثلان أولوية في عمل اللجنة هما الاستيطان وجرائم إسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزة، لقد امتلكنا بعضويتنا في المحكمة أداة جديدة من أجل محاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم بحق شعبنا، التحقيقات بدأت بالفعل، وملفاتنا جاهزة ونحن على أتم استعداد للتعاون مع المحكمة في أي موضوع يطلبونه".
وحول الأفكار الروسية بخصوص تفعيل دور الرباعية الدولية، قال مصطفى: "للأسف لقد فشلت الرباعية الدولية في نحقيق الأهداف التي شكلت من أجلها وهي لم تتمكن حتى الآن من إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي بسبب المواقف الأمريكية (وتضم اللجنة الولايات المتحدة، وروسيا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي) التي تحاول الاستفراد بالعملية السياسية وتهميش الأطراف الأخرى، وقد طرح الروس أفكارًا تتمحور حول إعطاء اللجنة دورها دون تمكين أي طرف من احتكار القرار فيها، وبما يمنع أي طرف من استخدام الفيتو كأداة لتطيل عمل اللجنة، وهناك أفكار بتوسيعها وضم أطراف عربية وإقليمية إليها، ونحن لا نمانع هذه الأفكار ويهمنا تفعيل عمل اللجنة التي وجدت من أجل حل الصراع لا إدارته".
وحول إمكانية تحقيق ذلك أكد السفير أن الأمر مرتبط بالأطراف الأخرى أعضاء اللجنة، الأوروبيون لا يمانعون ولا الأمم المتحدة، ويبقى الموقف الأمريكي الذي لا نلمس حتى الآن منه أي تجاوب حيال تفعيل عمل اللجنة".
وأضاف السفير: "لقد رحبنا كسلطة فلسطينية بما تم التوصل إليه من حل مشكلة الملف النووي الإيراني من خلال الحوار، ونحن نعتقد أنها الطريقة الأمثل لحل النزاعات، وانزعاج إسرائيل من هذا الاتفاق يخصها وحدها، ونتمنى أن نرى نموذجًا مماثلًا في حل الصراع العربي الإسرائيلي، نحن ندرك أن نتنياهو يسعى لإبراز مشكلة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة في محاولة للتغطية على جرائمه وعلى ملفات أخرى، وأعتقد أن إسرائيل باتت تشعر بعزلتها الآن، ولا أحد في العالم يصدق الرواية الإسرائيلية، والحل السلمي لقضية ملف إيران النووي هو الحل الأمثل وهو نموذج يجب أن يحتذى في حل النزاعات".
وفي الختام أكد السفير أنه "سعى خلال عمله كسفير لفلسطين لدى الاتحاد الروسي طوال 6 سنوات (وقبلها كدبلوماسي في السفارة لـ11 عامًا) إلى توطيد أواصر الصداقة بين بلاده وروسيا، وأنه خدم شعبه وبلده بإخلاص وجهد، وأنه سيواصل نفس أسلوب عمله في تعزيز علاقات بلاده في مقر عمله الجديد كسفير لفلسطين لدى الجمهورية التركية".