الحدث- عمان
دعا الأمير الحسن بن طلال، عم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الاثنين، إلى تبني موقف عربي إسلامي إنساني عالمي لحماية القدس مما أسماها "الصهينة"، وضرورة العمل على وضع استراتيجية لدعم المقدسيين.
جاء ذلك خلال كلمة له، اليوم، بندوة أقامها منتدى الفكر العربي (يضم مفكرين عربا ومقره عمان ويرأسه الأمير الحسن) بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان (مستقلة، تعنى بنشر الثقافة والأدب والعلوم)، والمركز الثقافي الملكي الأردني (حكومي).
وأضاف الأمير الحسن أن "القدس ليست للمساومة بيننا وبين إسرائيل"، مردفا أن الأردن "بذل جهداً في المحافظة على إعمار القدس، وهي تمثل تاريخاً مادياً ومعنوياً ليس للعرب والمسلمين فقط، إنما للإنسانية جمعاء".
واعتبر أن "ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من اعتداءات مختلفة" يستوجب "تشكيل مظلة عربية - إسلامية لحماية المسجد الأقصى".
وطالب الأمير الحسن في الندوة التي حملت عنوان "القدس وأوقافها: مستجدات الأوضاع القانونية والإنسانية والديمغرافية"، بـ"إيجاد مجلس إنساني للحفاظ على القدس وتاريخها الإسلامي والمسيحي والمؤمنين فيها، وتوحيد الجهود الدولية لحمايتها من "الصهينة" التي أظهرت مع الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة المزيد من النوايا نحو التقسيم والهيمنة".
ومضى بالقول: "كما أنه من الضروري تبني موقف عربي إسلامي إنساني عالمي، لنذكر بعضنا البعض أن خطر التقسيم في القدس ما زال جارياً، وضرورة العمل على وضع إستراتيجية لدعم المقدسيين".
من جهته، قال رئيس لجنة القدس في المنتدى، هشام الخطيب، إن "من بين اهتمامات المنتدى القادمة والمتعلقة بأوقاف القدس، عمل أطلس يوثق جميع الأوقاف وتبعيتها الوقفية والقائمين عليها والموقع الجغرافي على الخرائط ومساحتها، والعمل على التوثيق القانوني للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس للحيلولة دون الاعتداء عليها".
وكان بنيامين نتنياهو المكلف رسمياً بتشكيل الحكومة الإسرائيلية من قبل الرئيس الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين أعلن في حملته لانتخابات الكنيست (البرلمان) وأظهرت نتائجها الرسمية فوز حزبه الليكود بأعمال المقاعد في 19 مارس/ آذار الماضي، أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه بانتخابات الكنيست، قائلاً للإذاعة الإسرائيلية المحلية إنه "لن ينفذ أي انسحابات أو تنازلات ولن يقوم بتقسيم مدينة القدس".
ودائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي، الذي يعدها (الأردن) آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل، وكذلك بموجب اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية، الموقعة عام 1994 والمعرفة باتفاقية "وادي عربة"، والتي طلب الأردن بمقتضاها لنفسه حقاً خاصاً في الإشراف على الشؤون الدينية للمدينة.
وتاريخياً، كانت أوقاف القدس تتبع وزارة الأوقاف العثمانية حتى احتلال البريطانيين للمدينة يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول 1917، حيث أصبح المجلس الإسلامي الأعلى، الذي أسسه وأداره عدد من أعيان القدس، برئاسة مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني، الهيئة التي ترعى المسجد الأقصى وسائر المقدسات في زمن الانتداب البريطاني بين عامي 1917 و.1948
وبعده انتقلت أوقاف القدس إلى عهدة وزارة الأوقاف الأردنية منذ احتلال إسرائيل الجزء الغربي من القدس عام 1948 وحتى اليوم.
ووقَّع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مارس/ آذار الماضي اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.