دراسة: الوقوف على ساق واحدة قدرة قد ترتبط بطول العمر

الحدث لايت

أظهرت دراسة جديدة أن عدم قدرة الوقوف على ساق واحدة لمدة 10 ثوانٍ في وقت لاحق من العمر قد يرتبط بمضاعفة خطر الوفاة من أي سبب خلال العقد المقبل.

واقترح البحث، الذي نُشر يوم الثلاثاء في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن اختبار التوازن البسيط قد يكون مفيدًا في الاختبارات البدنية الروتينية للأشخاص في منتصف العمر وكبار السن.

وأشار البحث إلى أنه في حين أن الشيخوخة تؤدي إلى تدهور اللياقة البدنية وقوة العضلات والمرونة، فإن التوازن يبقى محفوظًا بشكل جيد حتى عمر الخمسين، عندما يبدأ في التراجع بسرعة نسبية.

وربطت الأبحاث السابقة عدم قدرة الوقوف على ساق واحدة بزيادة خطر السقوط والتدهور المعرفي.

واشتملت الدراسة على مشاركة 1،702 شخص، تتراوح أعمارهم بين 51 و75 عامًا يعيشون في البرازيل، وطُلب منهم الوقوف على ساق واحدة بدون الاستناد على دعم أثناء الفحص الأولي.

ومُنح المشاركين ثلاث محاولات لاختبار الاتزان لديهم على أي من القدمين.

وتُعد قدرة التوازن على ساق واحدة أمرًا مهمًا بالنسبة لكبار السن للعديد من الأسباب، كما أنها تعكس مستويات اللياقة والصحة الأوسع، وفق ما قاله مؤلف الدراسة، الدكتور كلاوديو جيل أراوجو، في عيادة الطب التمرين - "CLINIMEX" بمدينة ريو دي جانيرو، البرازيل.

وأوضح أراوجو أن هناك حاجة ماسّة إلى الوقوف على ساق واحدة، على سبيل المثال، عند الخروج من السيارة، أوعند صعود أو نزول الدرج، وما إلى ذلك.

أما عدم امتلاك هذه القدرة أو الخوف من القيام بذلك، فقد يرتبط بفقدان الاستقلالية، وعدم القدرة على القيام بالتمارين الرياضية، وغيرها من الأمور.

ضعف التوازن وطول العمر

وكان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 61 عامًا، وثلثهم من الرجال.

وفشل حوالي 1 من كل 5 أشخاص في اختبار التوازن على ساق واحدة لمدة 10 ثوانٍ في الفحص الأولي.

وراقب الباحثون المشاركين في الدراسة بعد الفحص الأولي لمدة سبع سنوات، تُوفي خلالها 123 منهم، أي نحو 7%.

وكانت نسبة الوفيات بين المشاركين الذين فشلوا في الاختبار، أي 17.5%، أعلى بكثير من الوفيات بين المشاركين الذين تمكنوا من اجتياز اختبار التوازن لمدة 10 ثوانٍ، أي نسبة 4.5%.

ووجدت الدراسة أنه بالنسبة لأولئك غير القادرين على إكمال اختبار التوازن، كان هناك خطر أعلى بنسبة 84% للوفاة من أي سبب، وبقي هذا الرابط حتى عندما كانت هناك عوامل أخرى - بما في ذلك العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم، والحالات الموجودة مسبقًا، أو المخاطر الصحية مثل مرض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري - وجميعها أُخذت في الاعتبار.

ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون من تضمين متغيرات أخرى في تحليلهم مثل التاريخ الحديث للسقوط، ونمط النشاط البدني، وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، والتدخين، واستخدام الأدوية التي قد تتداخل مع التوازن.

واستند البحث على الملاحظة، ولم يكشف عن السبب والنتيجة.

ولم تبحث الدراسة في أي آليات بيولوجية محتملة قد تفسر الصلة بين ضعف التوازن وطول العمر.

وقال الدكتور نافيد ستار، أستاذ الطب الأيضي في معهد القلب والأوعية الدموية والعلوم الطبية بجامعة جلاسكو، إن البحث مثير للاهتمام، ولكنه ليس نهائيًا.

وأضاف ستار، والذي لم يشارك في الدراسة، أنه "نظرًا لأن الوقوف على ساق واحدة يتطلب توازنًا جيدًا، مرتبطًا بوظائف المخ، وقوة عضلية جيدة وتدفق دم جيد، فمن المحتمل أنه يدمج أنظمة العضلات والأوعية الدموية والدماغ، لذا فهو اختبار عالمي لخطر الوفاة في المستقبل".

تحسين التوازن

وبشكل عام، كان المشاركون الذين فشلوا في الاختبار يعانون من ضعف في الصحة، وشملوا نسبة أعلى من الأشخاص الذين يعانون من السمنة و/ أو من أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ودهون الدم غير الصحية، وفقًا للدراسة.

وأجريت الدراسة بين عامي 2009 و 2020، وكانت جزءًا من مشروع بحثي أوسع بدأ في عام 1994.

وازدادت عدم القدرة على إكمال اختبار التوازن مع تقدم العمر، حيث تضاعفت بشكل أو بآخر خلال فترات 5 سنوات لاحقة من النطاق العمري بين 51 و55 عامًا وما بعده.

ولم يتمكن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة (حوالي 54%)، الذين تتراوح أعمارهم بين 71 و75 عامًا، من إكمال الاختبار، مقارنة بـ 5% في الفئة العمرية الأدنى الذين لم يتمكنوا من اجتيازه.

ولم تكن هناك اتجاهات واضحة في الوفيات، أو اختلافات في أسباب الوفاة، بين أولئك القادرين على إكمال الاختبار والذين لم يتمكنوا من القيام به.

وأوضح أراوجو أنه يمكن تحسين التوازن بشكل كبير من خلال تدريب محدّد، وهو ما كان يعمل عليه مع المرضى المشاركين في برنامج تمرين تحت الإشراف الطبي.

ومع ذلك، قال إنه لا يملك بيانات حتى الآن لتقييم ما إذا كان تحسين التوازن يؤثر على طول العمر.

وإذا كنت ترغب في اختبار قدرتك بالتوازن على ساق واحدة لمدة 10 ثوانٍ، نصح أراوجو بأنه من الأفضل الوقوف بالقرب من الحائط أو الطاولة أو أي شخص آخر للحصول على الدعم.